القديس نيقولاوس العجائبي
بقلم: د. آمال شعيا
أسيا مينا /نورسات_الأراضي المقدسة
تحتفل الكنيسة المقدّسة بتذكار القديس نيقولاوس في تواريخ مختلفة منها 6 ديسمبر/كانون الأوّل من كل عام. هو رجل النسك والعبادة والعطاء اللامتناهي.
أبصر نيقولاوس النور في أواخر القرن الثالث للميلاد، في بلدة باتار في آسيا الصغرى. هو مار زخيا في الكنيسة المارونيّة، و«زاخويو» بالسريانيّة تعني «المنتصر». نشأ وسط عائلة تقيّة وثريّة جدًّا، تميّزت بصنعها أعمال الرحمة، كما سعت إلى تحصين ابنها بأسمى الفضائل المسيحيّة.
حصد نيقولاوس العلوم الروحيّة والدنيويّة. رُسِمَ شمّاسًا، وبعدها راهبًا حتى بلغ أسمى درجات النسك والعبادة. وحين رقد أهله بسلام، وزّع أمواله على الفقراء والمحتاجين.
ولكن حين ذاع صيت أعماله الصالحة من حوله، قرّر هجر بلدته، وتوجّه إلى بلدة ميرا حيث كان خاله أسقفًا عليها، وهي تقع جنوب تركيا الحالية. فرسمه خاله كاهنًا وجعله رئيسًا على دير في ضواحي تلك البلدة. وعندما مات أسقف ميرا، انتُخِب نيقولاوس خلفًا له بسبب فضائله السامية.
وفي تلك الأيام، أمر الحاكِمان ديوكلتيانوس ومكسيميانوس باضطهاد المسيحيين. فقُبِضَ على نيقولاوس الذي عرف مختلف أنواع العذاب، وتحمّل صليب آلامه بقوّة المسيح. ولمّا انتصر قسطنطين الكبير، حرّره من سجنه، وهكذا عاد مكرّمًا إلى كرسيّه. ثمّ حضر مجمع نيقيا الأوّل في العام 325، وكان مؤيّدًا للقديس أثناسيوس في مواقفه حول بدعة أريوس، وأقرّ مع سائر الآباء بألوهيّة المسيح.
رقد نيقولاوس بعطر القداسة عام 342. وقد صنع الربّ على يده معجزات باهرة لا تحصى فلُقّب بـ«العجائبي». ثمّ انتشرت أخبار سيرته العطرة وعمّت أماكن عدة من العالم. وراح الناس يتبادلون الهدايا في عيد الميلاد، على اسمه. فاشتهر أكثر بعد، إذ استُوحيت شخصية «سانتا كلوز» من سيرة حياته.
أيّها الربّ يسوع، مع اقتراب زمن ميلادك المجيد، علّمنا كيف نحيا فرح العطاء على مثال القديس نيقولاوس حتى نملك معك في فرح الملكوت الأزلي.
Comments are closed.