البابا فرنسيس يستقبل المشاركين في مؤتمر بعنوان “الإيطاليون في أوروبا والرسالة المسيحية”
نورسات الاردن
تنظم مؤسسة ميغرانتيس التابعة لمجلس أساقفة إيطاليا مؤتمرا بعنوان “الإيطاليون في أوروبا والرسالة المسيحية”، ويوم الخميس استقبل قداسة البابا فرنسيس المشاركين في هذه المبادرة وتقاسم معهم تأملات انطلاقا من موضوع المؤتمر.
استقبل قداسة البابا فرنسيس يوم الخميس المشاركين في مؤتمر بعنوان “الإيطاليون في أوروبا والرسالة المسيحية”، تنظمه مؤسسة ميغرانتيس التابعة لمجلس أساقفة إيطاليا. وفي بداية كلمته رحب الأب الأقدس بالجميع بدءً من رئيس مجلس الأساقفة ورئيس مؤسسة ميغرانتيس. ثم توقف عند موضوع المؤتمر وقال إنه يرى فيه من جهة اهتماما رعويا يدفع إلى التعرف على الواقع أي تنقل الإيطاليين، ومن جهة أخرى الرغبة الإرسالية التي يُفترض أن تكون خميرة لكرازة جديدة في أوروبا.
ومن هذا المنطلق أراد البابا فرنسيس أن يتقاسم مع ضيوفه ثلاثة تأملات. وكان التأمل الأول حول التنقل، الهجرة، وقال قداسته إننا غالبا ما نرى المهاجرين كـ “آخرين”، غرباء عنا، ولكن وبتحليل هذه الظاهرة سنكتشف أن المهاجرين هم جزء هام من الـ “نحن”. وفي حالة المهاجرين الإيطاليين فإننا نتحدث عن أشخاص قريبين منا، عن عائلاتنا وطلابنا الشباب، الخريجين والعاطلين عن العمل ورجال الأعمال. وتابع البابا أن هذا واقع قريب منه بشكل خاص، فقد هاجرت عائلته من إيطاليا إلى الأرجنتين، وتحدث بالتالي عن قراءة ظاهرة الهجرة بمنطق الـ “نحن”.
تمحور التأمل الثاني الذي أراد البابا فرنسيس تقاسمه مع المشاركين في المؤتمر حول أوروبا، وقال قداسته إن متابعة الهجرة الإيطالية إلى أوروبا يجب أن تجعلنا أكثر وعيا بأن القارة الأوروبية هي بيت مشترك. وواصل أن الكنيسة أيضا في أوروبا لا يمكنها ألا تأخذ بعين الاعتبار ملايين المهاجرين من إيطاليا ومن دول أخرى الذين يجددون وجه المدن والبلدان ويغذون في الوقت ذاته الحلم بأوروبا موحدة قادرة على التعرف على جذورها المشتركة والفرح بما يسكنها من تنوع. وتحدث البابا بالتالي عن فسيفساء جميلة يجب ألا نشوهها أو نفسدها بالأحكام المسبقة والكراهية، وأضاف أن أوروبا مدعوة إلى أن تعيد اليوم إحياء دعوتها إلى التضامن والتكافل.
ثم توقف البابا فرنسيس في تأمله الثالث عند الشهادة للإيمان من قِبل جماعات المهاجرين الإيطاليين في الدول الأوروبية، فقال إنهم وبفضل التدين الشعبي المتجذر قد نقلوا فرح الإنجيل وأبرزوا جمال الكون جماعة منفتحة ومستقبِلة وتقاسموا مسارات الجماعات المسيحية المحلية. تحدث البابا بالتالي عن أسلوب شركة ورسالة ميز تاريخ هؤلاء المهاجرين وأعرب عن الرجاء في أن يطبع هذا الأسلوب مستقبلهم أيضا. وواصل قداسته متحدثا عن خيط جميل يربطنا بذكرى عائلاتنا وعن إرث يجب حمايته والعناية به عبر التوصل إلى طرق تمكننا من أن نحْيي مجددا إعلان الإيمان والشهادة له. وأضاف الأب الأقدس أن هذا يتوقف كثيرا على الحوار بين الأجيال وخاصة بين الأجداد والأحفاد. وأن الشباب الإيطاليين الذين يتنقلون في أوروبا اليوم يختلفون فيما يتعلق بالإيمان عن أجدادهم، لكنهم بشكل عام مرتبطون كثيرا بهم. وشدد قداسته على أهمية مواصلة الالتصاق بالجذور خاصة حين يعيش الشباب في أطر أوروبية أخرى، وامتصاص القيم الإنسانية والروحية من هذه الجذور، وتوقف عند ما يمكن تعلمه من تعابير التقوى الشعبية خاصة لدى التفكير في الكرازة الجديدة.
وواصل الأب الأقدس مشيرا إلى أن الخبرة الأمريكية اللاتينية جعلته يؤكد أن المهاجرين، إذا ساعدناهم على الاندماج، إنما هم نعمة، وغنى، وهبة تدعو المجتمع إلى النمو، وذكَّر قداسته بالأفعال الأربعة، الاستقبال والمرافقة والتعزيز والدمج. وتابع أن هذا ينطبق أيضا على أوروبا، وأن المهاجرين هم نعمة أيضا بالنسبة لكنائسنا في أوروبا، وحين يتم دمجهم يمكنهم المساعدة على استنشاق أجواء تنوع تجدِّد الوحدة، ويمكنهم أن يغذوا الكاثوليكية والشهادة لكون الكنيسة رسولية، كما وقد رافقت الهجرة المسيرة المسكونية ويمكنها أن تدعم هذه المسيرة بفضل اللقاء والعلاقات والصداقة.
وفي ختام كلمته أشار البابا فرنسيس إلى المسيرة السينودسية للكنيسة في إيطاليا التي تعتبر المهاجرين موردا هاما لتجدد الكنائس في أوروبا ولرسالتها، وتابع أنه يجب أن يجد المهاجرون الشباب كنيسة متنبهة تسير معهم وبينهم. ثم شكر ضيوفه على ما يقومون به من عمل وشجعهم على مواصلته.
Comments are closed.