سلسلة تأملات في القداس الإلهي . بقلم الأب فادي هلسا
نورسات الاردن / الاب فادي هلسا
التأمل الخامس
يقف الكاهن الآن أمام المذبح ويمسك بيده خبز التقدمة ويرسل نحو الله إرسالا بما سيفعله الآن . يرفع الخبز نحو الأعالي بمستوى جبهته ليقول الطوربارية التالية :
اشتريتنا بدمك الكريم من لعنة الناموس وبطعن جنبك بالحربة أنبعت لنا الخلود فيا رب المجد لك .
ويرسم بالخبز فوق الصينية قائلا : مبارك الله إلهنا كل حين الآن وكل أوان وإلى دهر الداهرين آمين .
ثم يرسم بالحربة 3 مرات علامة الصليب قائلا : إكرام وتذكار ربنا وإلهنا ومخلصنا يسوع المسيح .
هنا يتذكر الكاهن قول السيد اصنعوا هذا لذكري .
إنه الآن سيرسم تلك الذكرى العظيمة التي بها افتدى السيد البشر ممن سيتذوق في القداس هذا الخبز ويشرب من الكأس .
إنها سر التدبير المخفي منذ الدهور حتى على الملائكة القديسين في هذا السر يعلن الله محبته للبشر ومحبته الفائضة للخطاة راجيا عودتهم إليه .
ثم يغرز الحربة في جوانب الطابع الأربع تمهيدا لرفعه كاملا القشرة مع اللب وهو يستذكر كلمات أشعيا النبي آية على كل غرزة وهذه الآيات هي :
كشاة تساق إلى الذبح، وكنعجة صامتة أمام جازيها فلم يفتح فاه
8 من الضغطة ومن الدينونة أخذ. وفي جيله من كان يصفه أشعيا 53
يكرر الكاهن أقول الأنبياء التي تنبئوا بها قبل المسيح عن المسيح ليفهم أن هذا التدبير تدرج الرب بإعلانه تارة بالرمز وتارة بالتصريح المباشر
يضع الحمل مقلوبا على الصينية المقدسة ويجري تصليب الحمل ثم يقلبه والأحرف إلى أعلى ويطعن جنب الخبز بالحربة متذكرا قول البشير يوحنا : واحد من الجند طعن جنبه بحربة فخرج للوقت دم وماء .
وعندها يضع في الكأس المقدسة من الخمر وقليلا من الماء ما يكفي .
هي لحظات خشوعية حين يستعيد الكاهن هذه الذكرى وهو واقف يتأمل في عظمة الحب الإلهي لجميع البشر ويتذكر أن الدم الخارج من الجنب المطعون هو مشروب فرح وابتهاج وسرور بغفران خطايا من يؤمن من البشر والماء لحميم إعادة الولادة لتعود لنا الصورة الأولى التي شوهها آدم نقية .
ثم يأخذ من الخبز يذكر عليه العذراء والدة الإله متذكرا ما جاء في المزمور 45 قامت الملكة عن يمين الحمل موشاة ومتسربلة بثوب مذهب .
هنا يذكر الكاهن بواسطة كلمة الرب في مزمور 45 كيف انتصرت العذراء الطاهرة على العالم بسيف الحزن الذي جاز في نفسها وهي واقفة أمام الصليب .
كان المنظر مؤلما كأم يجوز سيف الحزن في نفسها كما تنبأ سمعان الشيخ حين دخلت به الهيكل في اليوم الأربعين من ولادته ولكن الرب حول حزنها عزاء لأنها آمنت بكلمته أنه يقوم في اليوم الثالث .
مبارك حزنك يا عذراء فقد باركه الله محولا إياه إلى عزاء ففرح فوقوف عن يمينه في السماء فمبارك من مجدكِ ووهبكِ اسم ملكة السماء كما ورد في مزمور 45 .
هنا الكاهن يكون في حالة اختطاف روحي ينسى كل أمر أرضي وعيونه وفكره يعاينان السماويات وسر تدبير الرب .
آمين
نلتقي في الجزء القادم
Comments are closed.