نحاول التأمل العميق في مشاعر الابن الضال حين رجع إلى نفسه حين أقفر من كل الفضائل وابتدأ بالغَوَز والحاجة حتى طعام الخنازير لا يُشبع .
ونحن اليوم وبلا استثناء نحتاج هذا الرجوع الآمن نحو الفضيلة واقتناء الفضائل المقدسة ليكون قرار رجوعنا سليما سلسا قاطعا .
نحن اليوم نجوع للخبز السماوي وخمر الفرح السماوي لقد استذكر هذا الابن كيف أن الخبز يفضل عن الأجراء ولا خبز لديه يُشبع جوعه .
لقد اشتاق إلى المأوى الآمن والمريح وهو في حضن أبيه لا يخاف من شيء ولا يقلق من شيء فأبوه يدبر كل شيء حسنا .
اشتاق في استذكاره لبيت أبيه الذي كل شيء فيه يوحي بالطمأنينة والحب وهو يعج بالناس في جميع المناسبات .
إنه الآن وحيد بائس تركه أصدقاء السوء بعدما جردوه من كل شيء يا له من بائس .
إن الشيطان اليوم يحاول تجريدنا من كل فضيلة ومن كل انتماء للكنيسة بل لمسيحيتنا كلها . وبكل أسف وبلا جهد ولا قوة زائدة يستميل معظم الناس فترى اليوم ابتعاد الناس عن الله وعن الكنيسة وعن بهجة الأعياد المسيحية ويحتضنون كل هرطقات العصر يلهون بالأكل والشرب والتنزه ولا يدرون أن هذه كلها زائلات فانيات لا تسمن ولا تسد عوزا أو جوعا .
في المسيح
وفي المسيح فقط تتدبر كل احتياجاتنا
إنه من أطعم ال 5000 من 5 أرغفة وسمكتين
إنه الذي يبارك القليل فيكفي الكثير
إنه المُحب لنا جميعا
إنه الذي يُلبس زنابق الحقل أبهى زينة
إنه الذي لا ينسى حتى طيور السماء
إنه المعطي كل حي طعامه في حينه
إنه الذي تعرى يوم المعمودية ويوم الصلب ليُزيل عرينا
وليس هذا فقط بل ليُلبسنا الحلة الأولى على صورة الله ومثاله
إنه الذي يجدد عهد النعمة معنا كلما أخطأنا وابتعدنا عن رحمته وحنانه
فإن أردنا التأكد هل كل هذا صحيح ؟ فكلمة الله الحية المقدسة تؤكد كلامي إن تأملنا فيها كما يجب وأن لا نقرأها ككتاب عادي بل قراءة تأملية فيها نغترف من محبة الله فائقة الوصف
فلنتذكر كما تذكر الابن الضال ولنأخذ القرار الحاسم والقطعي للرجوع .
آمين