“إنَّ المرضى ينتظرون مساعدتنا، لا يمكنهم البقاء لوحدهم” هذا ما أكده المطران Romuald Kamiński رئيس اللجنة الرعويّة للصحة التابعة لمجلس أساقفة بولندا، خلال المؤتمر الصحفي لتقديم اليوم العالمي للمريض، الذي يُحتفل به في الحادي عشر من شهر شباط.
وبالنظر بشكل خاص إلى الوضع الحالي لوباء فيروس الكورونا سلط المطران الضوء Romuald Kamiński على أن وضع المرضى قد أصبح صعبًا بشكل خاص. لذلك فاليوم وأكثر من أي وقت مضى لا يمكننا أن نتخلى عنهم ولكن يجب أن نبقى إلى جانبهم بشكل مثمر وبثقة متبادلة؛ وهذا وقد دعا المطران أيضا الى التعاطف وأن نضع أنفسنا في حالة الذين أثّر عليهم هذا الوباء لكي يعرف جميع الذين يريدون مد يد المساعدة والتعزية كيف يمكنهم القيام بذلك وكيف يمكنهم أن يتصرّفوا.
كذلك دعا البروفسور Małgorzata Krajnik وهو عضو اللجنة الرعويّة عينها الى التنبُّه حول أهمية الدعم الاجتماعية والروحي للمرضى المصابين بفيروس الكورونا. وشرح في هذا السياق أنّه يمكننا اختبار القرب ليس بشكل جسدي وحسب وانما في البعد الجماعي أيضاً. من هنا وجّه البروفسور Małgorzata Krajnik الدعوة إلى التوجّه إلى المرضى بأسلوب شمولي وإلى ضرورة وضع كرامة المريض في محور أي علاج. ولتحقيق ذلك نظّم مجلس أساقفة بولندا بالتعاون مع الجمعية البولندي للمساعدة الروحية في الطب برنامجا وطنيا لدعم جميع مرضى فيروس الكورونا الموجودين في المستشفيات. وتسمح هذه الخدمة للمريض ولاسيما للذين لا يتمتّعون باكتفاء ذاتي والموجودين في وضع خطير يهدد حياتهم بأن يتواصلوا عبر الهاتف مع عائلاتهم وذلك لكي لا يشعروا بالوحدة أو بالترك؛ وإلى الان انضمَّ حوالي مائة وعشرون مستشفى في جميع انحاء بولونيا الى هذا البرنامج.
هذا وتجدر الإشارة الى أن اليوم العالمي للمريض قد أسسه القديس يوحنا بولس الثاني في عام ١۹۹٢ ويحتفل به في كل عام في الحادي عشر من شهر شباط فبراير في عيد الطوباوية مريم العذراء سيّدة لورد. وهذا العالم يحتفل بالنسخة التاسعة والعشرين لهذا اليوم العالمي، والموضوع الذي اختاره البابا فرنسيس هذه السنة لرسالته الحبريّة لهذه المناسبة هو: “لأنَّ لَكُم مُعَلِّمًا وَاحِدًا وَأَنتُم جَمِيعًا إخوَةٌ – علاقة الثقة على أساس العنايّة بالمرضى” ويكتب فيها الأب الأقدس أنَّ هذا اليوم هو يوم مناسب لنوجّه انتباهًا خاصًّا إلى المرضى، وإلى الذين يخدمونهم، سواء في الأماكنِ المخصصة للعلاج، أم في العائلات، والجماعات. ويضيف تجعلنا خبرة المرض نشعر بضعفنا، وفي الوقت عينه، تجعلنا نشعر بالحاجة الطبيعيّة للآخر. تصبح حالتنا كـ “خليقة” أكثر وضوحًا، ونختبر بشكل جليٍّ اعتمادنا واتكالنا على الله. في الواقع عندما نكون مرضى، يسيطر على أذهاننا وقلوبنا شعور بعدم الأمان، والخوف، واليأس أحيانًا؛ ونجد أنفسنا في حالة عجز، لأنّ صحتنا غير مرتبطة لا بقدراتنا ولا “بجهودنا”. ولذلك إذ يؤّكد البابا فرنسيس أن المرض يملك وجهًا على الدوام، ولكنّه ليس وجهًا واحدًا فقط، إنّه وجه كلّ مريض ومريضة، يحثنا على أن نقترب من المرضى ونأخذ جراحهم على عاتقنا لأنَّ القرب من الآخر هو في الواقع بلسم ثمين، يعطي العضد والتعزية للذين يتألّمون؛ وكمسيحيين نحن نعيش القرب من الآخر كتعبير عن محبة يسوع المسيح، السامري الصالح، الذي اقترب بشفقة من كل إنسان جرحته الخطيئة. وبالتالي إذ نتّحد به بقوة الرّوح القدس، نحن مدعوون لنكونَ رحماء مثل الآب ولنُحِبَّ بشكل خاص إخوتنا المرضى والضعفاء والمتألمين، ولنعيش هذا القرب بصورة شخصيّة وجماعيّة؛ لأنَّ المحبة الأخوية في المسيح تولِّد جماعة قادرةً على الشفاء، لا تتخلى عن أحد، وتدمج وتقبل بشكل خاص الأشخاص الأشدّ ضعفًا.