4 مارس/ آذار 2021
يتمثل أحد التحديات التي تواجهنا في فهم فيروس كورونا في أن كل الأبحاث العلمية المتعلقة به تجرى تحت دائرة الضوء. فحين تقرأ عن بحث علمي على موقع إخباري مثل بي بي سي، يكون الموضوع عادة قد مر بمرحلة من التدقيق والتطوير والتقييم، سواء كان ذلك اختراقا جديدا في علاج السرطان، أو توصلا إلى فهم أمر جديد يتعلق بالدماغ، أو اكتشافا للمياه على سطح المريخ. فغالبا ما يعتمد نشر الخبر على بحث منشور في مجلة، كان قد قُدم قبل عدة أشهر، وخضع لعملية تقييم من قبل علماء مختصين، وهذا ما يطلق عليه مصطلح “مراجعة الأقران”.
أما الكشف العلمي نفسه فيكون قد تم قبل ذلك بوقت طويل، وربما قبل عدة سنوات، وأجري إما في مختبر، أو باستخدام جهاز التصوير بالرنين المغناطيسي، أو على سطح كوكب ما. فالكشف العلمي ليس سرا كما يبدو، لكن الناس نادرا ما ينتبهون إليه قبل أن يجد طريقه للنشر في مجلة.
الأمر المختلف بالنسبة لوباء كورونا هو أننا جميعا – الناس العاديون، والسياسيون، والصحفيون – تعرفنا على الأبحاث العلمية المتعلقة بالوباء بدون تعمق.
ولم تتح الحاجة الملحة لمواجهة الوباء الوقت الكافي للتوصل إلى توافق في الآراء، وتخفيف الخلافات، ورفض الاستنتاجات الخاطئة، وقد شكل هذا عددا من التحديات. وحصلت استنتاجات غير خاضعة لـ “مراجعة الأقران” على وزن أكبر مما تستحقه، عادة بسبب غياب الأدلة القوية. كما تم في بعض الحالات تضخيم أصوات فردية مثيرة للجدل. وعرض العلماء أصحاب وجهات النظر المختلفة آراءهم على شاشات التلفزيون ومحطات الإذاعة لكي نسمعها كلنا.