هل نور سات من يمن الطالع أم من إرادة صانعيها؟ سؤال تقودنا المحبة إلى نور سات لأن نسأل ونبحث، حيث ما تتمتع به من نقاء والتزام يلزمنا كقراء ومستمعين أن نكرّم هذا المولود المختلف عن الفضائيات الأخرى، ولعل من محاسن الصدف أو لنقل خيرات الزمن أنّ ميلاد نور سات يتصادف مع أيام العنصرة التي هي إشراقة العالم الجديد وبدء تكوّنه.
فميلاد نور سات زمن العنصرة يعني بدء ضياء فكري مشرق في الساحة الإعلامية العربية.
ومن يمن الإيام والأحكام أنّه قُيّض لنور سات إدارة تتلألأ ذكاء وإبداعاً، فحينما نكرم نور سات بعيد ميلادها فلا يعني ذلك ثناء أو استحقاقاً نمنحه لها فحسب، بل تمتد جباهنا وأيادينا لنكرم فئة إدارية رفعت سوية نور سات إلى آفاق سامقة، فأصبحت كالصفصاف على مجاري الينابيع تعلو بفخر واعتزاز.
وأود هنا أن أذْكر بعض العوامل التي خطت بنور سات نحو التفوق:
أولاً: إن إلتزام نور سات ونقاء مسيرتها دفعتها للإبداع في المساحة المرسومة لها.
ثانيا: إبتعادها عن التيارات الهادفة أو الإيديولوجية المبرمجة وإلتزامها بالبرامج الخادمة للوطن والنظام.
ثالثا: تتمتع إدارتها بالعمق الثقافي مما استقطب مجموعة من الكتاب الجيّدين.
رابعاً: إرتباطها بنور سات الأم سيّرها على خطوط وسكك السلامة من الإنزلاق نحو الإقليمية والطائفية أو الإنحياز نحو الفردية أو التنظيمات الإيديولوجية.
خامساً: انبثاقها منذ البدء من أسس دينية حيّدها عن الوقوع في الأخطاء.
فهنئياً لفضائية نور سات بعيد ميلادها، وهنيئاً لشعب يمتلك في بلده هكذا إعلام مستقيم يفخر ويتشرّف بحياديته ونزاهته، علماً بأنّ نور سات متوفّرة في تركيا واليمن وبلاد أخرى غير مسيحية.
كل أمنيات النجاح والإبداع لنور سات، وكل الآمال بخطوات أخرى متقدمة، مقدماً الحمد والشكر لإدارتها لتعميق مسيرتها الحيادية المبدعة.