لم يكن لقاء الرب مع المرأة السامرية بمحض الصدفة لأننا في المسيح لا نؤمن بالصدفة .
حتى مروره لمدينة سوخار في السامرة لم يكن صدفة
إنه الترتيب الإلهي لخلاص البشر وكان هذا اللقاء أحد الأمور التي رتبها الرب ليُعلي من كرامة المرأة وتكون امرأة هي مبشر ينقل البشرى لمدينة تسعى إلى خلاص الله .
عند بئر يعقوب تم اللقاء فالمرأة جاءت ككل يوم لتملأ جرتها ماء .التقت بالمخلص في الساعة الثانية عشرة ظهرا ( الساعة السادسة في التوقيت القديم )وعند البئر أطلق الرب وعدا صريحا قاطعا . هو فقط لديه ماء الحياة الذي به يسقي كل ملهوف لرؤية الرب فيكون ذاك الملهوف شجرة خضراء على جداول مياه الروح القدس والشجرة الخضراء كناية عن الإيمان وتعطي ثمرها في حينه ( مزمور 1) .
نظر الرب نظرته الإلهية الثاقبة لا إلى الوجه أو الشكل بل هي نظرة خاصة نحو القلب والعقل معا . فماذا رأى .أولا رأى سيرة تلك المرأة وهي سيرة غير طاهرة . ولكن ذاك ليس مهما في نظرة الرب الثاقبة . في قلب تلك المرأة الملئ بالرذائل تلمس الرب شوقا للكلمة شوقا للخلاص . شوقا للتغيير نحو الأفضل ؟ رأى صراعا بين الشر وبذرة خير قد خنقها شوك الخطيئة فكانت تلك المرأة حقلا لأرض بور لا يمكن إصلاحها بشريا إلا بتدخل من الروح القدس وفقط الروح القدس .ثانيا : رأى الرب بنظرة واحدة وللحظات بسيطة تصميما قويا جامحا في تلك المرأة على أن تتغير نحو الأفضل أن تترك الحياة الأرضية وترتفع بقلبها نحو ذرى الأعالي .فأغدق الرب عطاياه لها وبلا حساب .أخبرها بسيرتها . ولكنه لم يجرح شعورها .
وحين أدركت المرأة أنه مجرد نبي هاج فيها شعور التغيير . وأرى بعين الإيمان أن الشيطان فيقلبها بدأ يحس بنيران يخافها تحرقه وتجعله يفر بعيدا .إنها نار الروح القدس التي هي ليست نارا مادية بل نار متخصصة في حرق أشواك الخطايا .بدأ الرب بعدها يعطي جرعات من الماء الحي ماء النعمة والعتق فكان ذلك الماء سببا لغرق أشواك الخطايا وبدأت تلك المرأة تحس بالتغيير في قلبها واشتد شوقها للخلاص الآتي .جمعت قومها في لحظات وجمع القوم في لحظات ليس بكلماتها بل كانت كلماتها للناس شرارة ألهبت في قلوبهم نار الروح القدس فسألوا الرب أن يمكث عندهم فلبى دعوتهم واستضافوه وتلاميذه في القلوب قبل البيوت .والنتيجة كانت واضحة . إيمان الكثيرين .مبارك هذا الإله بتواضعه هو لا يشير لنا بأن هذا هو الخلاص وهذا هو الملكوت ؟ بل هو يسعى إلينا ليمنحنا نعمة الخلاص والعتق من الخطيئة لتكون النتيجة تنقية إلى التمام وخطى سريعة نحو الملكوت .واليوم لو نظر الرب في شدة حر نار الخطيئة التي تكتوي بها قلوبنا ماذا سيرى ؟هل يرى فينا الشوق لنتعرف عليه ؟ هل يجد في قلوبنا شوقا ولهفة للسير معه في طريق الخلاص ؟
هل يرى منا اليوم استعدادا حقيقيا لتقبل عطيته المجانية ؟ أعني عطايا الغفران والخلاص .لا يهم الرب كثرة خطايانا فرحمته تتغلب عليها جميعا .لا يهم الرب المسافات البعيدة التي تفصلنا عن محبته . فهو ذاته سيسعى إلينا .اطْلُبُوا الرَّبَّ وَعِزَّهُ. الْتَمِسُوا وَجْهَهُ دَائِمًا. 1 أخبار 16 : 11اُطْلُبُوا الرَّبَّ مَا دَامَ يُوجَدُ. ادْعُوهُ وَهُوَ قَرِيبٌ. أشعيا 55 : 6لأَنَّهُ هكَذَا قَالَ الرَّبُّ لِبَيْتِ إِسْرَائِيلَ: «اطْلُبُوا فَتَحْيَوْا. عاموس 5 : 4هذا كلام الرب لجميع الأمم إنه صدى كلاماته الذي ما زال يتردد حتى اليوم .اطلبوا الرب كما طلبته السامرية وقومها طلبوه بكل القلب مهما غزته أشواك الخطايا فالرب في لحظة بل في طرفة عين يعطي غفرانا كاملا غير منقوص .
لا تحضروا لقاء الرب في القداس الإلهي إن لم تبلغ شهوة قلوبكم للقائه حارقة كل كسل وخمول .لا تحضروا القداس الإلهي والرب أمامكم وتلتفتون نحو ساعات أيديكم متى سينتهي القداس .
وحين تطلبون الرب تخلوا ولو قليلا عن الأهواء الدنيوية ومشاكل الحياة فالرب سيريحكم في لحظة ويبدد كل هم من قلوبكم .مبارك أنت أيها الرب الساعي إلى خلاصنا حتى اليوم مبارك أنت في هيكل قدسك وفي سماء عزتك مبارك أنت الجالس بين تسابيح الملائكة والقديسين إملأ قلوبنا شوقا للقائك وتغاضى عن هفواتنا وخطايانا وتقبلنا بالتوبة والاعتراف لنحيا لك أبدا
88Sami Halasa, Dareen Qussous Halasa and 86 others25 comments21 sharesLikeCommentShare