عمل الروح القدس في الكنيسة

وجهة نظر بقلم الأب جورج شرايحه

  منذ البدء كان روح الله كائن منذ الأزل لأنه “في البدء خلق الله السماوات والأرض وكانت الأرض خربة وخالية وعلى وجه الغمر ظلمة وروح الله يرف على وجه المياه” (سفر تكوين 1:1 و2).

 يعمل في الإنسان لتجديده لكي يعيش في النعمة الالهية او بمعنى تحت حماية وعناية الله.

 كون الانسان ضعيف هش امام الشر، بدون نعم الله، التي تمنحه ان يبقى في حياة القداسة، فكان لابد من تدخل الله وتصحيح عوج البشرية ،فأرسل ابنه الوحيد لخلاص العالم وبعد ان اتم مشروعه لم يترك اتباعه يتامى بلا ارسل الروح القدس،المعزي الصالح ،الذي يشفع فينا ويرشدنا الى سبل الهداية وبر الامان..

  لذا تكلم الأنبياء وشهدوا لعصر النعمة بالروح “لأنه لم تأت نبوة قط بمشيئة إنسان بل تكلم أناس الله القديسون مسوقين من الروح القدس”

(رسالة بطرس الثانية 1: 21). 

 فهذا هو روح البنوة والعدالة والسلطة, روح الحكمة.

 فنري صلاة بولس الرسول إلى أهل أفسس التي يقول فيها :

 “لا أزال شاكرًا لأجلكم ذاكرًا إياكم في صلواتي كي يعطيكم إله ربنا يسوع المسيح أبو المجد

 روح الحكمة والإعلان في معرفته مستنيرة عيون أذهانكم لتعلموا ما هو رجاء دعوته وما هو غنى مجد ميراثه في القديسين” (رسالة أفسس 1:17).

الروح القدس حي في كل مؤمن يتجدد ويسمح للروح بأن يعمل به،فلا يعيق عمله .

الكنيسة هي البيئة الخصبة لمفاعيل الروح القدس،بمعنى المكان المناسب لابراز مواهب الروح القدس في كل عضو من اعضاء الجماعة المسيحية.

الخطيئة تحاول ان تعيق عمل الروح،وهذا جواب على كل التصرفات والسلوكيات المشينة والتي تصدر عن اناس معمدين ويحملون وثائق تثبت انهم من اتباع المسيح ،وهناك من يحاول ان يجر الناس الى اطماعه وانانيته،فيعم الفساد وتسقط معه الحرية والعدالة والمساومة وتهمش القيم الاخلاقية والايمانية وتحط من كرامة الانسان.

الجميع يخطئون لكن ليس الجميع يندمون،التوبة دائما مفتوحة مادام الانسان يحط على هذه البسيطة الفانية،هناك فرصة امامنا،كي نفتح قلوبنا ليتسقر روح الله فينا،فنعود اليه ونتجدد ، فنخلع الانسان العتيق ونبلس الانسان الذي على صورة قامة المسيح.

امين

#عيد_العنصرة#نورسات_الاردن#وجهة_نظر
Comments (0)
Add Comment