نورسات الاردن
إن الأطفال الأثيوبيين يمثلون أملَ بلادهم ومن حقهم أن ينموا بصحة جيدة ويتمتعوا بالرعاية اللازمة كي يعيشوا ويتمكنوا من بناء المستقبل: هذه هي القناعة التي تحرّك جمعية مار منصور دي بول في روما والتي أطلقت – بالتعاون مع مستشفى الطفل يسوع – مبادرة إنسانية بعنوان “أنا أحب أثيوبيا”.
تهدف المبادرة الإنسانية إلى مد يد المساعدة للأطفال الأثيوبيين الذين يعانون من أمراض حادة ومزمنة، لا يمكن أن تُعالج في أثيوبيا، أو من ينتمون إلى عائلات محتاجة وغير قادرة على تحمل نفقات الرعاية الصحية. ويندرج هذا المشروع في إطار النشاطات الإعانية التي تقدمها جمعية مار منصور دي بول لصالح الأشخاص الأكثر عوزاً أكان في إيطاليا أم في بلدان أخرى حول العالم. وفي هذه الحالة تعتمد الجمعية على مساعدة مستشفى الطفل يسوع في روما والمتخصص بطب الأطفال. وفي إطار المبادرة الإنسانية ستقوم الجمعية باصطحاب الأطفال المرضى إلى إيطاليا كي يتلقوا العلاج لدى المستشفى المذكور، والقادر على تلبية احتياجات صحية غير متوفرة في أثيوبيا. وخلال الأيام القليلة المقبلة سيقوم وفد من الجمعية بزيارة ميدانية إلى البلد الأفريقي للاطلاع على الأوضاع عن كثب قبل إطلاق المشروع.
للمناسبة أجرى موقع فاتيكان نيوز الإلكتروني مقابلة مع السيدة Chiara Ottolenghi التي تتعاون مع جمعية منصور دي بول في روما وقد حدثتنا عن مبادرة “أنا أحب أثيوبيا”. وقالت: لقد أطلقنا هذا المشروع مدركين أنه يمكن أن يزرع البسمة على الوجوه، وباستطاعته أيضا أن يمنح الأمل للأطفال الأثيوبيين، لافتة إلى أن الاختيار وقع على أثيوبيا نظرا لوجود العديد من مرسلي الجمعية في هذا البلد، فضلا عن حضور راهبات “بنات المحبة” واللواتي يتعاونّ مع الجمعية. كما أن القيمين على هذه المبادرة يدركون تماماً الأوضاع الخطيرة التي يعيش فيها العديد من الأطفال، حيث تشير الإحصاءات إلى وجود الآلاف من الصغار الذين هم بحاجة ماسة إلى الرعاية الصحية.
أضافت السيدة أوتولينغي أن الراهبات المتواجدات في العاصمة أديس أبابا هن على تواصل مستمر مع الجمعية وقد أخبرن أن أثيوبيا تمر حالياً بأوضاع مؤلمة جداً وتبعث على القلق الشديد. وأوضحن أن الأشخاص الأبرياء يتعرضون للقتل بدون أي سبب. هذا ناهيك عن النقص في المواد الغذائية حيث بدأ السكان يموتون جوعاً، كما أن التواصل مع العالم الخارجي لا يحصل بطريقة شفافة وبالتالي إن المجتمع الدولي ليس مطلعاً على الحقائق كما هي. وقالت أوتولينغي إن الجمعية قررت أن تمد يد المساعدة إلى الأطفال بنوع خاص، لأن هؤلاء الصغار هم مستقبل البلاد. ومن خلال مستشفى الطفل يسوع الذي سيتابع هذه الحالات سيحصل هؤلاء الأطفال على شيء إضافي، على ما يعجز بلدُهم عن توفيره لهم. بعدها ذكرت المتطوعة الإيطالية أن راهبات “بنات المحبة” متواجدات في العاصمة أديس أبابا، في وقت يشكل فيه شمال البلاد مسرحاً لمصادمات مسلحة، وليس من السهل – في الوقت الراهن – أن يتم إحضار الأطفال المرضى إلى إيطاليا لتلقي العلاج، فالمرحلة الأولى من المشروع تقتضي جمع التقارير الطبية الخاصة بكل حالة فيما يتعلق بالأطفال المرضى في العاصمة. وبعد أن تهدأ الأوضاع في باقي المناطق سيتم العمل على مساعدة الأطفال الذين يعانون من نتائج الحرب. |
ختاما لفتت أوتولينغي إلى أهمية التضامن بين الأشخاص موضحة أن العائلات المنتمية إلى جميعة منصور دي بول في روما أبدت
استعدادها لاستضافة الأطفال الذين سيأتون لتلقي العلاج في مستشفى الطفل يسوع، معربة عن أملها بأن يستمر هذا المشروع على المدى البعيد.