نورسات الاردن / الدكتور جلال فاخوري
وأنا أباشر بكتابة موضوع المياه يحضرني أغنية سعيد عقل التي تغنّى بها ملحم بركات والتي تقول يموت الورد على السكت إذا لم يروى الماء. والحياة تموت وتتلاشى إذا لم تجد الماء بل تتعطل الرئة إذا لم تروى. ومناسبة هذا القول هو ما يعانية الأردن من عطش ونقص هائل في المياه.
المياه رئة الأردن المعطلَّة
من الأمور التي يعانيها الأردنيون هو نقص الأمطار ويحاولون تفهم هذه المسألة، لكنَّ شرب المياه لا استغناء عنه. فلا الديسي الذي خزّقنا آذاننا لنستقبل حَلَقْ الوعود بكثرة مياهه، لكننا أصبنا بخيبة الأمل. لا سبيل إلى توفير المياه إلا من اسرائيل أو سوريا لكن المياه الإسرائيلية يقابلها غاز إسرائيل مغضوب عليه شعبياً. فإستيراد الماء والغاز من اسرائيل يبعث الأسى لكونهما أساسيان في الحياة الأردنية رغم استنكار استيرادهما. سؤال يجب أن يُستفتى به شعب الأردن حول العمل إزاء هكذا أزمات قاتلة.
إن الإشكالية في عملية الإستيراد من اسرائيل هو أن التعامل التجاري مقدمة خطيرة للسوق العربية. والأردن محاصر بسوريا المقاومة ولا يزال، ومعبري نصيب وجابر يسدان على الأردن كل انقتاح اقتصادي، واسرائيل تنكل بالشعب الفلسطيني الذي لا يستطيع الأردن تناسيه أو غض الطرف عن القضية الفلسطينية . فما السبيل إلى انقاذ الأردن من أزماته؟ هل بالتعامل من سوريا المحاصرة إم اسرائيل المعادية.؟ سؤال للشعب الأردني القادر على إيجاد المخرج. وجلالة الملك وحكومته العتيدة يَعيَان عمق الأزمة، وتبقى أزمة المياه الملحّة عائقا أما ثقة الشعب بحكومته. فبدل المصروف على مشاريع قابلة للتأجيل يجب أن تصرف الأموال على تأمين المياه.
إن المشكلة في كل من سوريا وإسرائيل أنهما يُحاددان الأردن وسهولة نقل المياه تيسير حلولأ للمشكلة، لكن يبقى التعامل مع اسرائيل حساساً وخطيراً ومكروهاً، وعلى حكومة المملكة الأردنية التفكير بشراء الماء من سوريا بدلا اسرائيل إن وجد مياه في سوريا.