نورسات الاردن
قالت خبيرة في تغذية الأطفال إن على الآباء الحرص على أن يحظى أطفالهم بتغذية صحية مناسبة خلال فصل الصيف، داعية إياهم إلى الاهتمام بتشجيع الأطفال على شرب الماء وبتقديم وجبات صحية وخفيفة منتظمة في هذا الوقت الذي تزيد فيه ساعات النهار وترتفع فيه درجات الحرارة، وغالبًا ما يعيش فيه الأطفال وقتَ فراغ طويلًا.
ووفقًا للدكتورة جينيفر هايلاند من المستشفى الأمريكي الشهير، «كليفلاند كلينك للأطفال»، فإنه لا توجد مغذيات أو فيتامينات معينة يحتاج الأطفال إلى تناول كميات أكبر منها خلال الصيف، موضحة أن التحدي يتمثل عادةً في عدم حصول الأطفال في كل الأوقات على الفيتامينات والعناصر الغذائية الضرورية، فيما أعربت عن الأمل في أن يحافظ الأطفال على نشاطهم طوال العام، فلا تتغير احتياجاتهم الغذائية تغيرًا كبيرًا في الصيف.
لكنها في المقابل أكّدت أن أهم شيء تجب مراعاته خلال فصل الصيف هو الحفاظ على تناول الأطفال مقادير كافية من الماء.
ترطيب الجسم
وقالت الدكتورة هايلاند إن الأطفال بحاجة إلى الحفاظ على ترطيب أجسامهم خلال الصيف، لا سيما إذا كانوا خارج المنزل، ويمارسون أنشطة حركية ويتعرقون، لكنها نصحت بـ «فرض سيطرة على ما يشربونه»، موصية بمنعهم من المشروبات المحلاة بالسكر في جميع أوقات السنة، مثل الشاي الحلو وعصير الليمون والمرطبات والمشروبات الغازية. واقترحت، بدلاً من ذلك، إضافة الفواكه إلى الماء للنكهة، أو حتى شرب المياه الفوارة المنكّهة من أجل شيء من البهجة، على حدّ تعبيرها.
واعتبرت خبيرة التغذية أنه لا بأس بتناول عصير الفواكه الطبيعي باعتدال؛ على ألا يزيد على كوب في اليوم، مبيّنة أن الأطفال بوسعهم تناول عدة أكواب من العصير في وقت واحد عند الشعور بالعطش، ما يعني حصولهم على الكثير من السكر الذي يجب منعهم منه. كذلك أشارت إلى أن الطعام يمكن أن يكون مرطبًا بحد ذاته، مشيرةً إلى أن فواكه كالبطيخ والشمام والتوت، وخضراوات مثل الخيار والكرفس والفلفل، تحتوي على نسبة كبيرة من الماء.
لا بأس ببعض الآيس كريم
وقالت الدكتورة هايلاند إن الصيف يُعدّ موسم تناول الآيس كريم والمثلجات وغيرها من الحلويات الباردة، مشيرة إلى أن الحرص على الحفاظ على صحة الأطفال لا يعني إلغاء هذه المأكولات تمامًا. وأضافت: «لا نريد أبدًا أن نمنع الأطفال من تناول الآيس كريم أو غيرها من الأطعمة الباردة، فهناك مكان لها ويمكن منحهم إياها كمكافآت من وقت لآخر».
لكنها أشارت إلى وجود «بدائل أنسب» يمكن تناولها بوتيرة أكبر من المثلجات، دون أن تمدّ الأطفال بكميات كبيرة من السكر، وذلك مثل المثلجات المصنوعة من الفواكه الطبيعية، أو مثلجات الزبادي التي تُعتبر خيارًا مناسبًا لطعم كريمي دسم، مشيرة إلى أن «طعمها مثل الآيس كريم لكنها مصنوعة من الزبادي الذي يمدّ الأطفال بالبروتين».
ومضت خبيرة التغذية إلى القول: «قد يكون تحضير المثلجات المنزلية أنسب وأوفر، ويمنح الآباء القدرة على التحكم بالمكونات. وتشمل الأفكار في هذا الجانب مزج أنواع من الفواكه بالزبادي وصبها في قوالب الآيس كريم، وتقطيع أنواع الفواكه وغمسها في الشوكولاتة أو الزبادي وتجميدها، واستخدم فاكهة مجمدة كالموز والمانجو والفراولة لصنع الآيس كريم المنزلي. لا نريد حرمان الأطفال من تناول هذه الأشياء الممتعة، ومن المهم إطعامهم وجبات خفيفة تمدهم بالفيتامينات والعناصر الغذائية الأساسية، وطالما أمكن استخدام الفواكه والبروتين في وجبة خفيفة، فإن في ذلك طاقة طويلة الأمد بدلاً من الطاقة المستمدة من السكر التي سرعان ما تزول».
تجنُّب الوجبات الخفيفة المصنعة
تحتوي العديد من الوجبات الخفيفة، مثل رقائق البطاطا والمخبوزات، على نسبة عالية من الكربوهيدرات المكررة التي يحولها الجسم إلى سكر يُهضم بسرعة فلا يحافظ على إمداد الطفل بالطاقة أو يُشعره بالشبع لفترة طويلة.
وبيّنت الدكتورة هايلاند أن الهدف يتمثل في إعطاء الأطفال طعامًا يمدهم بطاقة مستمرة طوال اليوم ويحافظ على شعورهم بالشبع حتى لا يقعوا في دائرة الإفراط في الأكل. مجددة التأكيد أن الأمر يتعلق بتناول الطعام الصحي كالفواكه، والخضراوات والدهون الصحية والبروتينات. وقالت: «قد نعتقد أن الأمر يتعلق بمنح الأطفال السعرات الحرارية، ولكننا نحرص على أن تشعرهم هذه السعرات التي نقدمها لهم بالشبع مدة طويلة، لا أن يذهب أثرها بسرعة».
جدول متسق
ويتمثل أحد الجوانب المهمة الأخرى المرتبطة بتناول الطعام في الصيف، وفقًا للدكتورة هايلاند، بالحفاظ على اتساق جدول المواعيد الخاصة بتناول الأطفال طعامهم طوال العام. موضحة أن الأطفال «لا يحصلون خلال العام الدراسي على الوجبات الخفيفة مجانًا وقتما يريدون، ونريد الحفاظ على الاستمرار بالنمط نفسه أثناء العطلة الصيفية».
وانتهت إلى القول: «ينبغي للآباء قدر الإمكان الحفاظ على التزام أطفالهم بالوجبات الرئيسة اليومية الثلاث مع بعض الوجبات الخفيفة التي تُقدّم بين الحين والآخر وفق برنامج محدّد».