نورسات الاردن
بالتزامن مع الاجتماع السابق لقمة الأمم المتحدة حول المنظومات الغذائية، نشرت صحيفة أوسيرفاتوريه رومانو الفاتيكانية مقالا لمراقب الكرسي الرسولي الدائم لدى منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة المطران فرناندو شيكا أريلانو الذي شدد على ضرورة أن تُترجم الأقوال إلى خطوات ملموسة ومقررة.
ذكر الدبلوماسي الفاتيكاني في مقاله ببعض الأهداف التي وضعتها الجماعة الدولية وتأمل في التوصل إليها مع حلول العام ٢٠٣٠ ومن بينها مكافحة الفقر، إلغاء الجوع، والتصدي للظواهر البيئية القاسية. ولفت إلى أن أهداف التنمية المستدامة هذه تعني جميع الدول ومكونات المجتمع كافة، والقطاعين العام والخاص على حد سواء، كما تعني المسنين والشبان والمنظمات غير الحكومية وعالمي الإعلام والثقافة. ولفت إلى أن قمة الأمم المتحدة حول المنظومات الغذائية والتي ستُعقد في نيويورك في أيلول سبتمبر المقبل تصب في هذا الاتجاه، ويسبقها الاجتماع الذي تستضيفه روما، وقد بدأ أعماله يوم أمس الاثنين على أن ينهيها يوم الأربعاء المقبل. وهذا الاجتماع شأن غيره من المنتديات واللقاءات الدولية يهدف إلى تعزيز منظومات غذائية قادرة على الصمود وتفعيل زراعة أفضل، والتحفيز على تبني أنماط حياة سليمة. وذكر في هذا السياق بأن معطيات الأمم المتحدة أشارت إلى وجود أكثر من ثمانمائة مليون جائع في العالم خلال العام ٢٠٢٠. هذا ناهيك عن انعدام الأمن الغذائي الذي يعني نسبة اثني عشر بالمائة من مجموع سكان الأرض، وقد ارتفع هذا العدد بواقع مائة وثمانية وأربعين مليونا قياسا مع العام ٢٠١٨. مما لا شك فيه – كتب المطران أريلانو – أن جائحة كوفيد ١٩ لم تساهم إطلاقا في تحسين الأوضاع الغذائية، إذ تشير الدراسات اليوم إلى أن حوالي ستمائة وستين مليون شخص سيعانون من آفة الجوع مع حلول العام ٢٠٣٠، ويعود السبب أيضا إلى تأثيرات الجائحة البعيدة المدى على الأمن الغذائي العالمي. واعتبر سيادته أن عملية النهوض من هذا الوضع العالمي تتطلب أيضا وضع سياسات ترمي إلى تغيير المنظومات الغذائية الحالية، وضمان الأمن الغذائي للجميع، وتطوير زراعة متنوعة، قادرة على مواجهة التحديات المناخية. وذكّر مراقب الكرسي الرسولي الدائم لدى منظمة الفاو والصندوق الدولي للتنمية الزراعية (إيفاد) وبرنامج الأغذية العالمي بأن توفير الغذاء للجميع واجب خلقي، كي تكون التنمية متكاملة حقا. كما لا بد من وجود حوكمة عالمية بشأن الزراعة والتغذية تؤدي إلى تخطي الانقسامات الراهنة حول نماذج الإنتاج الغذائي والزراعي. وذكّر سيادته في هذا السياق بالخطاب الذي وجهه البابا فرنسيس إلى مجلس حكّام الإيفاد في الرابع عشر من شباط فبراير من العام ٢٠١٩، عندما أكد أن حلّ مشكلة الجوع في العالم يتطلب مساعدة الجماعة الدولية والمجتمع المدني وكل من يملكون الموارد. وشدد البابا برغوليو آنذاك على أنه لا يمكن التهرب من المسؤوليات وإلقاؤها على الآخرين، بل ينبغي تحمّلها بغية تقديم حلول ملموسة وواقعية. بعدها أشار الدبلوماسي الفاتيكاني إلى أن الجائحة الراهنة تذكّرنا بأننا كلنا أعضاء في عائلة بشرية واحدة، لذا لا بد من الإفادة من هذا الظرف، كي نعيد التفكير في مؤسساتنا ومنظوماتنا لتضع نفسها في خدمة شرائح المجتمع الأكثر ضعفا وهشاشة. وعبر عن أمله بأن يساهم اجتماع روما وقمة نيويورك في إعطاء دفع لمن يبذلون جهودا يومية لصالح الخير العام، كي تعود مختلف المبادرات والإستراتيجيات بالفائدة على جميع الأشخاص، لاسيما الفقراء والسكان الأصليين والمزراعين الصغار والنساء في المناطق الريفية وكل من يشعرون بأنهم مهمشون أو مقصيون. وختم المطران فرناندو أريلانو المقال الذي نشرته صحيفة أوسيرفاتوريه رومانو معربا عن أمله بأن تُترجم الكلمات إلى أفعال مقررة ومثمرة تؤدي إلى استئصال آفة الجوع، وإلى قيام التضامن وتحقيق العدالة. |