نورسات الاردن : د. جلال فاخوري
إدراج اسم السلط كمدينة تراث في اليونسكو انجاز سلطي لا مثيل له. فالسلط بعد اليوم تُعلّق ميدالية ماسية تضيء على العالم نوراً سياحياً غير عادي. وتأتي السلط كسادس موقع أردني له مكانة وقيمة بقائمة المدن السياحية. ويأتي الوسام على صدر السلط لا تشكيلاً تجميلياً ولكنه تشكيلاً تكميلياً لما تتمتع به السلط من ميزات تقليدية حافظ عليها الأبناء بعد الآباء.
فالسلط ذات ميزة سياحية تراثية رائعة من حيث الموقع والتضاريس والجبال المطلّة على الشمال والجنوب والغرب، كما تتميز بروعة مناخها المتوسطي المعتدل، كما أن غابات بعض المناطق بها تعتبر إكليلا لعروس اختارتها اليونسكو لتكون مدينة تاريخية عالمية، كما أن موقعها بين سوريا وفلسطين والخليج وأعني ضمن الجغرافية الأردنية يعطي السلط شخصية متميزة عن غيرها من المدن. فالسلط بواديها وغورها وتراثها الديني الإسلامي في الغور والتراث الحضاري في جلعاد وتراثها الديني في هوشع قبورالأنبياء وقبر النبي شعيب وقبر النبي جادور وكنائس وداي شعيب التي تعتبر من أقدم الكنائس المسيحية منذ أيام الرومان وكنيسة ساره، هذا الكنز العالمي الثري دفع بالسلط لأن تكون متواجدة على قائمة التراث العالمي، كما أن بعض الأبنية القديمة دفعت أيضاً بالسلط لأن تتأهل لهذه الجائزة العالمية اعترافاً من اليونسكو بأهمية هذا البلد القديم الحديث. ولعَّلَ حساب أهالي السلط الثقافيين على تراث على البلد وأقدميته التاريخية كالقلعة التي حافظت على وجودها منذ أيام المماليك وما قبل الأتراك.
فالسلط كمدينة قديمة دفعت ميزاتها وحضارتها ثمناً غالياً إذ كانت هدفاً غير سهل للرومان والأتراك والإنجليز. فأهالي السلط أدركوا منذ البداية أهمية الحفاظ على التراث الذي صنعته الطبيعة مع الجهود السلطية، واليوم يحصد أهالي السلط ثمراً ناضجاً من جهود الإنجاز والحفاظ على التراث. السلط وقبل نيل جائزة اليونسكو لإدراجها في قائمة التراث العالمي كانت مؤهلة لذلك وكانت هدفاً للسياحة منذ عشرات السنين نظراً كما قلنا لموقعها ومناخها واحتوائها على مضامين التراث. فالسلط بلد جميع الأديان والملل والنحل والألون والأثنيات وبلد الوطن لكل الشعوب تعايشاً وائتلافاً ومحبة وتضامناً كونها نموذج لكل ما ذكرت.