نورسات الاردن
ما تزال جزيرة سردينيا الإيطالية عرضة للحرائق التي قضت على مساحات كبيرة من الأحراج، ملحقة أضراراً جسيمة بالممتلكات، وخصوصا لدى المزارعين ومربي المواشي، لاسيما في محافظة أوريستانو حيث التهمت ألسنة النيران حوالي عشرين ألف هكتار من الأراضي، وذلك وسط ارتفاع في الحرارة التي لامست الأربعين درجة مئوية.
إزاء هذا المشهد المأساوي بعث بطريرك القسطنطينية المسكوني برتلماوس الأول برسالة إلى رئيس الجمهورية الإيطالية سيرجيو ماتاريلا عبر فيها عن تضامنه مع إيطاليا، ولفت إلى أن هشاشةَ البيئة الطبيعية هي نتيجةٌ للخيارات الخاطئة ولجشع الإنسان الذي ما يزال يسعى إلى فهم العلاقة القائمة بين وجوده وحماية البيت المشترك، كما جاء في الرسالة. وأوضح برتلماوس الأول أنه منذ أواخر ثمانينيات القرن الماضي تقوم البطريركية المسكونية بالتأكيد على أهمية حماية البيئة الطبيعية، مع تسليط الضوء على البعد الروحي والخلقي لهذه المسألة، وذلك في إطار علاقة الإنسان مع الله ومع خليقته.
لم تخلُ الرسالة من الإشارة إلى الترابط القائم بين البيئة الطبيعية والأشخاص المسؤولين عن عالم نريد أن نتركه لأجيال المستقبل. واعتبر أنه من الأهمية بمكان أن ننقل للشبان رسالة مفادها أن الأشخاص هم اليوم حماةُ الكوكب وليسوا أسيادَه وإن لم نفعل ذلك قد نشهد غالباً كوارث طبيعية في مختلف أنحاء العالم. وأكد برتلماوس الأول أن البطريركية المسكونية ترفع الصلوات على نية رجال الإطفاء كي يتمكنوا من إخماد الحرائق في سردينيا في أقرب وقت ممكن، سائلا الله الخالق أن يعضد جهود الأشخاص الملتزمين في حماية البيئة الطبيعية في هذه الجزيرة الإيطالية.
في سياق متّصل عبر مجلس أساقفة سردينيا – خلال الأيام القليلة الماضية – عن قربه من السكان الذين يعانون من نتائج الحرائق، وتحدث عن قرب الأساقفة ممن تعرضوا لخسائر فادحة، خصوصا المزارعين ومربي المواشي. هذا ودعا مجلس الأساقفة السلطات السياسية إلى مواجهة هذه الحالة الطارئة من خلال تبني الإجراءات الملائمة، وصب الاهتمام على التدابير الوقائية ومحاسبة كل شخص مسؤول عن الحرائق المفتعلة.