نورسات الاردن :د.جلال الفاخوري
جلالة الغفور له الملك الحسين قال ذات يوفم في إحدى زياراته لمدرسة السلط الثانوية أنه لم يرى أو يسمع عن بلدٍ أو مدرسةٍ أعطت للأردن إباء وعزاً كما أعطت السلط. ومنذ سنة 1921 حتى يومنا هذا وعطر الإباء من سلط الكرامة ينثر شذاه على أردنٍ بات معلماً عالمياً. تكلمنا عن السلط كثيراً رغم أنها تستحق الأكثر، واليوم نتكلم عن مدرستنا الثانوية التي أفاضت نورها العلمي على الأردن منذ تاسيسها بما أنتجته مصانع الرجال فيها من جهابدة وأساطير بنو أسوار العلم في الأردن بإباء ونقاء ووفاء.
ومنذ خطَت أولى خطواتها ومسيرتها التعليمية بين سنتي 1925و 1926 خطى معها أول رجالها الخريجين أمثال عبد الرحيم الواكد وعلي مسمار وداوود تفاحة وغيرهم من جهابذة القانون الأردني الذين تولوا أرفع المناصب القضائية، ولست بصدد الحديث عما خرجته السلط من قادة عسكريين ووزراء ورؤساء وزارات وسفرات وزعماء يعتبرهم الأردن هم البناء الحقيقيين لبلد الهاشميين ذو الهمة والعزيمة.
في ذكرى تأسيس مدرسة السلط الثانوية ترفع السلط راية الفخر أنها البلد الذي وصفه جلالة المغفور له الحسين الباني أنه بلد الإباء الذي أعطى الأردن أول جرعة تعليمية في عالم المعرفة. نعم، لقد توالى على الوزارات والرئاسات تسعة عشر رئيس حكومة والمئات من الوزراء والقادة العسكريين هم خريجي مدرسة السلط، كما توالى على المدرسة منذ تأسيسها حتى اليوم ما يقارب الخمسين مديراً أولهم صبحي عبد الهادي.
الإباء الذي تتمتع به مدرسة السلط موروث عن إباء عشائر السلط وأبنائها الأفاضل الذين بنوا مدرسة السلط بالتبرعات والفزعات والشهامة، وأنّ هذه السمات لبناء مدرسة السلط دلالة واضحة على الوعي المتقدم الذي يمتلكه شباب السلط منذ زمن طويل. كما أنّ تحويل مدرسة السلط إلى جامعة البلقاء التطبيقية هو تكريم ملكي لضرورة أن تكون مدرسة السلط الثانوية معلماً ثقافياً أردنيا وتكريماً لأبناء السلط الذي كانوا بناء نهضة تعليمية متقدمة.