علامَ يحثّنا نشيد مريم؟

نورسات الاردن

تنشد مريم نشيد تعظيمٍ للرّبّ لأنّه حقّق وعده لشعبه، فأرسل ابنه الوحيد مخلّصًا، وليكون فرحًا عظيمًا للشّعب كلّه. ومريم الأَمَة المتواضعة، ترفع نشيدها باسم الشّعب الّذي ينتظر خلاص الرّبّ ورحمته وحنانه.” بهذه الكلمات المعبّرة استهلّ خادم رعيّة سيّدة الورديّة – حراجل الخوري دانيال زغيب تأمّله لموقعنا حول إنجيل القدّيس لوقا (1/ 46 -55) لمناسبة عيد سيّدة الانتقال.

وتابع الخوري زغيب تأمّله مضيئًا على أهميّة نشيد مريم ومفاعيله، داعيًا المؤمنين للذّهاب إلى العمق قائلًا: “يحثّنا هذا النّشيد، أوّلًا، على أن نعيش على مثال مريم في تواضعٍ، أيّ في انفتاحٍ كلّيٍّ على إرادة الله في حياتنا. فنصغي إلى ما يقوله لنا، ويكون جوابنا: ليكن لنا بحسب قولك، يا ربّ. كما يحثّنا، ثانيًا، على أن ننظر إلى عظائم الله الّتي صنعها معنا، أيّ أن نعاين تدخّل الله في حياتنا: أين كانت يده معنا؟ وكيف رافقنا على طرقات الحياة؟ وكيف ألهمنا التّصرّف بما يتناسب ومشيئته؟ وأمام تدخّل الرّبّ، تتحوّل حياتنا وكلماتنا إلى فعل شكرٍ وتسبيحٍ وتعظيمٍ له. ويدفعنا هذا النّشيد، ثالثًا، إلى أن ندرك أنّ الله رحمنا وأفاض علينا حنانه، كما رحم وعضد “إبراهيم ونسله إلى الأبد”. فالله هو إله رحمةٍ وحنان؛ وهو إلهٌ لا يريد أن يموت الخاطئ، بل أن يتوب عن خطيئته ويحيا.”

وقد نبّه خادم رعيّة سيّدة الورديّة المؤمنين من الانحراف عن تعاليم المسيح وطرقه، مشدّدًا على “أنّ التّجربة الكبرى الّتي قد نقع فيها هي أن نصبح، نحن المسيحيّين، “من العالم” بينما يريدنا ربّنا يسوع “في العالم” وليس “من العالم”. والخطر أن نتبنّى طرق تفكير “العالم” وسلوكه، فنعيش بتكبّر وتعالٍ عوض التّواضع، ونصبح قساة القلب وديّانين عوض الرّحمة، ونعظّم ذواتنا والنّاس من حوالينا عوض نشيد الشّكر والتّعظيم لله، ساعين إلى إرضاء النّاس خدمةً لمصالحنا الخاصّة.”

وإختتم الخوري زغيب تأمّله بصلاة قلبيّة مردّدًا: “يا ربّنا يسوع، يا من قدّمت لنا أمّك مثالًا وشفيعة، أعطنا أن نكون على مثالها تلاميذ لك ورسلًا. قوّنا، بروحك القدّوس، لكي تكون حياتنا نشيد شكرٍ وتعظيم لك ولأبيك المبارك وروحك الحيّ والمحيي، من الآن وإلى الأبد. آمين.” 

علامَ يحثّنا نشيد مريم؟نورسات الاردن