نورسات الاردن
على أثر التطورات المقلقة التي شهدتها أفغانستان في الأيام الماضية وجد اثنان من الكهنة اليسوعيين وأربع راهبات من مرسلات المحبة أنفسهم عالقين في البلد الآسيوي، بعد أن سقطت العاصمة كابل في أيدي حركة طالبان المتشددة والتي أعلنت قيام الإمارة.
أحد الكاهنين اليسوعيين هو الأب Jerome Sequeira، وهو المسؤول عن الرسالة اليسوعية في أفغانستان، الذي بعث برسالة إلى أصدقائه وأخوته في الرهبنة، عبر فيها عن امتنانه على الصلوات التي تُرفع من أجله. ولفت إلى أن التبدلات التي شهدتها أفغانستان على مدى الأيام الماضية لم تخطر على بال أحد، واصفا الأوضاع بالمأساوية. وكانت البلاد قد سقطت بأيدي طالبان إثر انسحاب القوات الأمريكية منها بعد عشرين عاماً من العمليات هناك. وتتحدث الأنباء الواردة من العاصمة عن هدوء نسبي يخيم عليها، بعد رحيل الرئيس الأفغاني، وعلى الرغم من الحوادث المأساوية التي شهدها مطار كابل.
وتحدثت مصادر الرهبنة اليسوعية في نيودلهي عن وجود كاهنين يسوعيين عالقَين في أفغانستان وهما ينتظران مغادرة البلاد. ولفتت المصادر عينها إلى أن الرهبنة علّقت نشاطاتها في أفغانستان حتى إشعار آخر، خصوصا وأنه يصعب في الوقت الراهن تكهن ما ستؤول إليه الأمور.
بالمقابل أعلنت راهبات المحبة للأم تيريزا دي كالكوتا عن وجود أربع راهبات في أفغانستان، لكن المصادر لم تكشف عن مزيد من التفاصيل حفاظاً على سلامتهن. مع العلم أن مرسلات المحبة – اللواتي أسستهن الأم تيريزا في العام ١٩٥٠ – وصلن إلى كابل في العام ٢٠٠٤، للقيام بنشاطات إنسانية. وعُلم أن الكاهنين اليسوعيين، والراهبات الأربع هم من بين العديد من المواطنين الهنديين الذين ينتظرون أن يتم جلاؤهم عن أفغانستان.
أما الكاهن اليسوعي الآخر فيُدعى Robert Rodrigues، وهو عالق حاليا في محافظة باميان الأفغانية، بحسب الأب Sequeira، مضيفا أن مقاتلي طالبان منشغلون اليوم في السيطرة على المرافق والمؤسسات الحكومية، وهم لا يُلحقون الأذى بالمدنيين، في الوقت الراهن، لكنه توقع أن يحصل هذا الأمر بعد أن تُحكِم طالبان سيطرتها على الدولة، لافتا إلى أن الحركة تملك قائمة بأسماء المنظمات الدولية والعاملين فيها.
من جانبه أعلن الأب Stany DSouza، المسؤول عن الرهبنة اليسوعية في جنوب آسيا أن الكاهنين اليسوعيين هما بخير، مشيرا إلى التواصل المستمر معهما. وأوضح أنه لغاية الشهر الماضي كان اليسوعيون عازمين على متابعة رسالتهم هناك. وكان البابا يوحنا بولس الثاني قد أنشأ هذه البعثة في أفغانستان في السادس عشر من أيار مايو ٢٠٠٢، وسرعان ما تسلمها الكهنة اليسوعيون عام ٢٠٠٤ ليساعدوا المواطنين لاسيما من خلال قطاع التربية.