نورسات الاردن
جريمة قتل راهبتين في كمين مسلح في جنوب السودان أحدثت صدمة في الأوساط الكنسية المحلية. للمناسبة أجرى موقعنا الإلكتروني مقابلة مع الأخت ماريا مارتينيلّي، الرئيسة العامة للمرسلات الكومبونيانيات في البلاد لفتت خلالها إلى أن جهود بناء السلام تصطدم بحائط مسدود نتيجة المصالح الخاصة على الرغم من عزيمة الأشخاص الراغبين في مرافقة عملية السلام والاستقرار.
داة برقية التعزية التي بعث بها البابا فرنسيس معربا عن ألمه حيال جريمة قتل الراهبتين على الطريق التي تربط العاصمة جوبا بمدينة نيمول، أرادت الرئيسة العامة للمرسلات الكومبونيانيات أن تعبر عن مشاعرها إزاء الجريمة التي ذهبت ضحيتها راهبتان كانت تعرفهما شخصيا. استهلت الأخت مارتينيلّي حديثها معربة عن سرورها ببرقية التعزية البابوية، التي عكست قرب الكنيسة الجامعة من جنوب السودان، وخصوصا حيال الكنيسة المحلية التي تواجه صعوبات كثيرة لكنها تقاسم السكان أفراحهم وأتراحهم منذ سنوات طويلة. وقالت إن الجريمة التي وقعت يوم الاثنين الفائت أحدثت صدمة لدى جميع الناس الذين لا يمكن أن يعتادوا على أعمال العنف، على الرغم من حدوثها بوتيرة مستمرة، وتقف وراءها أسباب اقتصادية وسياسية وثقافية تتقاطع فيما بينها.
تابعت الراهبة الإيطالية تقول إن المفاجئ أن الكمين المسلح استهدف راهبتين، مع أن رجال الدين يحظون غالبا بالاحترام. واعتبرت أن ما جرى يعكس تغيّراً في المجتمع، موضحة أن هذا التبدّل يتعلق في القيم التي يؤمن بها الناس، على اختلاف انتماءاتهم الدينية. وأضافت أن الجناة يسعون إلى زعزعة الاستقرار، ما يعني أن المسيرة المؤدية إلى السلام ما تزال طويلة وشاقة، خصوصا مع وجود أطراف لم تلتزم في عملية السلام ولم تفهم قيمتها. وثمة أيضا عدد كبير من الفرقاء والمجموعات، ناهيك عن أوضاع الفقر المدقع، وكل هذه الأمور تشكل عراقيل كبيرة في درب السلام.
ردا على سؤال حول الأهداف الكامنة وراء محاولات زعزعة الاستقرار قالت الأخت مارتينيلي إنها لا تدري ما إذا كان شخص ما يقف وراء هذه المساعي، وإذا ما كان يوجد مخطط ما، لكن من المؤكد أن هذه الأفعال المتعاقبة تولّد انعدام الاستقرار. وأوضحت على سبيل المثال أنه عندما يعجز المواطنون عن سلوك طريق ما خوفا من القتل وعمليات السطو، فهذا الأمر يعيق حركة التجارة، أو حتى التبادل والتواصل الطبيعي بين الأشخاص، مع ما تنتج عن ذلك من صعوبات كبيرة.
بعدها لفتت الرئيسة العامة للمرسلات الكومبونيانيات في جنوب السودان إلى أنها كانت تعرف الراهبتين المغدورتين. وقالت: الأخت ماريا كانت شخصاً رائعاً، وكانت رئيسة عامة لاثنتي عشرة سنة. وكانت ترأس مدرسة ابتدائية في جوبا. كانت محبوبة من قبل الجميع وكانت تدري ماذا تفعل وتعرف كيف تقول الحقيقة في مختلف السياقات. أما الأخت ريجينا، فلم أتمكن من التعرّف عليها جيداً. كانت تقيم في منطقة واو، حيث كانت تدرّس في معهد للمرضات وكانت ترافق الطالبات في أحد المستشفيات.
تعليقا على إمكانية أن يقوم البابا فرنسيس بزيارة إلى جنوب السودان قالت الأخت مارتينيلي: مما لا شك فيه أن زيارة البابا ستعود بالفائدة على الكثير من الأشخاص. لكن في حال حصول هذه الزيارة في الوقت الراهن ستكون محدودة جدا في الزمان والمكان، نظرا للأوضاع، لكن من المؤكد أن مجرد حضوره في جنوب السودان سيكون علامة للرجاء.
في ختام حديثها لموقع فاتيكان نيوز الإلكتروني شاءت الرئيسة العامة للمرسلات الكومبونيانيات أن تطلق نداء إلى الجماعة الدولية كي لا تتخلى عن جنوب السودان، ودعت الناس إلى رفع الصلاة على نية السلام، كي تتمكن البلاد من السير في الدرب المؤدية إلى الأخوة. ولفتت إلى وجود انقسامات كبيرة، تغذيها المصالح السياسية، كما أن النزعات القبلية والعشائرية أثرت سلباً على عملية إعادة إعمار البلاد لأنها لم تساهم في خلق ثقافة من التقاسم. وقالت إن هذا الأمر يتطلب الانطلاق من نقطة الصفر