نورسات الاردن
استطاعت بطريركية القدس للاتين تنفيذ العديد من مشاريع المساعدات الإنسانية فضلًا عن مشاريع خلق فرص العمل، وذلك بفضل التبرعات السخية التي قدمتها جمعية فرسان القبر المقدس في ألمانيا وغيرها خلال السنوات ٢٠١٩ – ٢٠٢١، لا سيما بعد تفشي أزمة كورونا في البلاد وما ترتب عليها من أزمة اقتصادية خانقة.
فقد ساهمت الجمعية في ألمانيا – فضلًا عن ٤٣ فرعًا آخرًا للجمعية – في تمويل صندوق الإغاثة الإنسانية والطوارئ، استجابة للمناشدة التي أطلقها البطريرك بييرباتيستا بيتسابالا (مدبر رسولي في ذلك الحين) بعد أن تركت الجائحة العديد من الأسر دون دخل مادي، وغير قادرة على توفير الاحتياجات الأساسية. وقد شملت مساهمة المانحين مساعدات طبية، ودعم اجتماعي بتوفير معدات الحماية الشخصية ومستلزمات النظافة، وتغطية الرسوم الدراسية وتوفير قسائم الطعام، فضلًا عن مساعدة اللاجئين في الأردن. ومن الضروري الإشارة إلى أن تبرعات الجمعية في ألمانيا شكّلت المساهمة الأكبر في صندوق جائحة كورونا.
هذا وكانت التبرعات مقسمة إلى قسمين، خُصّص ٧٥٪ منها لدعم الطلاب المحتاجين في دفع الرسوم الدراسية، و٢٥٪ لدعم الأسر المحتاجة في الرعايا المختلفة، من خلال المساعدات الإنسانية الأساسية، بما في ذلك قسائم الطعام ومستلزمات النظافة، واحتياجات الأطفال الأساسية، والأدوية، ودعم المرافق. وقد تجاوز عدد المستفيدين ٢٠ ألف شخص تلقّوا أنواع مختلفة من المساعدات في كل من فلسطين والأردن.
في عام ٢٠٢٠، وعقب تفشي فيروس كورونا في الأرض المقدسة، الأمر الذي خلق واقعًا اجتماعيًا واقتصاديًا جديدًا، استطاعت تبرعات المانحين السخية توفير مساعدات إنسانية شملت المساعدات الطبية، وذلك من خلال مساعدة الفقراء المهمشين الذين يعانون من أمراض مزمنة ولا يملكون تأمينات صحية. كما شملت المساعدات أيضًا الدعم الطبي، الذي يستهدف في الغالب كبار السن الذين لا يملكون خدمة التأمين الصحي وقد تخلّت أُسرهم عن الكثيرين منهم، إما بسبب الهجرة أو ارتفاع تكاليف المعيشة؛ فضلًا عن الدعم المقدم لمساعدة طلاب المدارس والجامعات، من خلال دفع جزء من الرسوم الدراسية المدرسية أو الجامعية؛ ودعم الأسرة من خلال تقديم الدعم في شتى جوانب الحياة، كتغطية الإيجارات والفواتير المتأخرة، وفواتير خدمات الكهرباء والمياه، وضرائب الممتلكات، والمساعدات المالية الطارئة للأسر في القدس والضفة الغربية وقطاع غزة.
كما ساهمت التبرعات السخية أيضًا في تمويل برنامج دعم القدس الشرقية، والذي يستهدف – بالتعاون مع مؤسستَي سانت إيف وكاريتاس القدس – العائلات المسيحية التي تعيش في القدس الشرقية، والتي تعاني من سياسات التفرقة الإسرائيلية في المدينة، فتنقذها بذلك من الطرد أو السجن من خلال تقديم المساعدة القانونية والدعم المادي. هذا وقد دعمت التبرعات برنامج المساعدات الإنسانية للاجئين العراقيين المسيحيين منذ وصولهم إلى الأردن عام ٢٠١٤، بدفع تكاليف الإقامة والمرافق والنفقات الطبية وتكاليف النقل. وتشمل حقول الدعم الأساسية للاجئين، دعم التعليم من خلال دفع الأقساط ورسوم النقل والكتب والزي المدرسيّ؛ والدعم الإنساني من خلال تقديم مبلغ من المال، وتوفير الطعام، والملابس، والمسكن، والمياه، والأدوية، ودفع رسوم النقل، ورسوم العلاج في المستشفيات. وقد تمكنت البطريركية اللاتينية أيضًا من دعم اللاجئين من خلال خلق فرص عمل طالت ٣٣ لاجئًا، الأمر الذي أثر على إجمالي ١٣٢ مستفيدًا.
خلال عام ٢٠٢٠، وبفضل التبرعات السخية المقدمة من الجمعية في ألمانيا وغيرها من الأفرع، تمكنت البطريركية اللاتينية من مساعدة ١٤٨ شخصًا من خلال برنامج الدعم الأُسري، الأمر الذي أثر على ٥٩٢ مستفيدًا. أما الدعم الطبي، فقد أفاد ١٣٥ شخصًا؛ بينما ساعدت المنح الدراسية للمدارس والجامعات أكثر من ٢٥٣ شخصًا. وقد طال برنامج الأدوية أكثر من ١٤٨ شخصًا، خاصةً كبار السن الذين يعانون من أمراض مزمنة. هذا وتم منح مساعدات لمواصلة عمل صندوق القدس الشرقية، والتي أعانت ٤٣ عائلة وأثرت على حوالي ١٧٢ شخصًا. وقد استمر دعم اللاجئين العراقيين في الأردن خلال العام، إذ تم دعم ما يقارب ٩٨٦ شخصًا.
وفي قطاع غزة، استمرت البطريركية اللاتينية بمساعدة الشباب المسيحيين من خلال برنامج خلق فرص العمل وبناء القدرات، إذ يعاني الشبان والشابات المسيحيين في غزة من ظروف اقتصادية وسياسية استثنائية، وتمييز على أساس الدين، مما يجعلهم يفشلون في إيجاد فرص عمل في السوق المحلي، وبالتالي غير قادرين على إعالة أطفالهم وأسرهم.
في عام ٢٠١٨، بلغ معدل البطالة في قطاع غزة ٥٢٪؛ ٧٥٪ بين النساء و٤٤٪ بين الرجال و٦٩٪ بين الشباب، أما فرص العمل للشباب المسيحي فهي شبه مستحيلة. ومنذ عام ٢٠١٨ وحتى اليوم، تمكنت البطريركية اللاتينية، من خلال مساهمات أفرع الجمعية المختلفة، من توفير فرص عمل لما مجموعه ٦٣ شابًا مسيحيًا.
في عام ٢٠٢٠، وبفضل التبرعات السخية التي تم تلقيها من مختلف المتبرعين، حصل ٣١ شابًا مسيحيًا على دخل لائق وفرصة ممتازة لتطوير قدراتهم، الأمر الذي أثر على حوالي ١٢٤ شخصًا. وقد ساعدت هذه الفرصة الشباب على اكتساب خبرات عملية ومهارات حياتية، من خلال التدريب على المهارات الحياتية وتوفير ورشات عمل لبناء القدرات.
وأخيرًا، من الجدير بالذكر أن الجمعية في ألمانيا هي المساهم الأكبر في الصندوق الإنساني، وقد كانت على مدى التاريخ رائدة في بدء مثل هذه الصناديق منذ سنوات عديدة، والتي تُعيل آلاف العائلات في الأرض المقدسة.