نورسات الاردن
مائتان وخمسون ألف يزيدي يسعون إلى البقاء على قيد الحياة في كردستان العراق منذ سبع سنوات، بعد أن طُردوا من أرضهم في منطقة سنجار، على يد تنظيم الدولة الإسلامية. ووسط لامبالاة الجماعة الدولية وصمت وسائل الإعلام، تقوم “الخدمة اليسوعية للاجئين” في العراق بمد يد المساعدة لهؤلاء الأشخاص، عن طريق تزويدهم بالاحتياجات المادية وغير المادية.
هؤلاء الرجال والنساء والأطفال اليزيديون هم أشبه بأشباح، تمكنوا من الهرب من الموت في العام ٢٠١٤ بعد أن سيطر تنظيم داعش على منطقة جبل سنجار وباشر حملة من الاضطهاد بحقهم، محاولا إبادة هذه الجماعة، المتواجدة في شمال العراق على مقربة من الحدود السورية. منذ سبع سنوات يعيش هؤلاء منسيين من الجميع، إذ لم تعد الجماعة الدولية تهتم بأوضاعهم وسط تنامي الجوع والفقر والأمية، في وقت يطمحون فيه للعودة إلى أرضهم التي طُردوا منها.
للمناسبة أجرى موقع فاتيكان نيوز الإلكتروني مقابلة مع الأب جوزيف قصّار، المسوؤل عن “الخدمة اليسوعية للاجئين” في العراق، وهو مطلع تماماً على الأوضاع السياسية والاجتماعية في المنطقة، ويستبعد إمكانية أن يعود المهجرون اليزيديون إلى أرضهم. وقال إن من بين الأسباب الرئيسة لذلك انعدام الأمن، لافتا إلى وجود مجموعات مسلحة في منطقة جبل سنجار، تتقاتل فيما بينها. وثمة سبب آخر هو الدمار الذي تعرضت له البلدات والقرى. وأوضح أن ثمة بيوتاً سُويّت بالأرض، وأخرى تم تفخيخها بالكامل، هذا ناهيك عن عدم توفر التيار الكهربائي ومياه الشرب والحد الأدنى من الخدمات الصحية.
وأضاف الأب قصار أن عملية نزع الألغام من البيوت قد تستغرق سنوات كثيرة، وهذا ينطبق على نزع الألغام من الحقول وهي عملية معقدة وتتطلب جهوداً كبيرة، موضحا أن ما حصل هو بمثابة لعنة بالنسبة لجماعة تعتمد على الزراعة. هذا وأكد أنه على الرغم من انتهاء الحرب في العراق ما يزال المسلحون يقتلون الناس، فضلا عن الغارات الجوية التي تشنها مقاتلات تركية ضد أهداف مزعومة لحزب العمال الكردستاني في سنجار.
وقال قصار في الختام إن “الخدمة اليسوعية للاجئين” تسعى إلى مرافقة هؤلاء الأشخاص، ومدّهم ببصيص أمل. وهي تفعل ذلك من خلال بعض المشاريع من بينها: زيارة العائلات وتزويدها بالمساعدات، كما تم تكليف محامٍ يسعى إلى تحصيل حقوق المهجرين، هذا بالإضافة إلى إنشاء مدرسة تضم مائتي طفل، وتوفير الرعاية النفسية لهؤلاء الأشخاص الذين يعيشون أوضاعا صعبة للغاية.