نورسات الاردن: بقلم-د.جلال فاخوري
في حملةٍ من الإساتذة والخبراء وأبرزهم الدكتور محمد وهيب الخبير في الآثار الأردني يتّم البحث الآن في ديار لوط في غور الصافي جنوب الأردن، وعلى بعد قليل من البحر الميت. وديار لوط هي الأرض التي تتحدث عنها التوراة.
ولوط هو ابن أخ النبي ابراهيم، وكانت هذه الديار تتمتع بالقداسة قبل ميلاد السيد المسيح فعلياً.
وتأتي هذه الحملة بحثاً عن الآثار المقدسة، وغنيٌ عن الذكر أن الغور الجنوبي في الأردن يعتبر كنز كبير للآثار خاصة الآثار التي يتحدّث عنها الإنجيل والتوراه والقرآن. جدير بالذكر أن جنوب الأردن كان موطناً لمعظم القبائل التي عاشرت النبي ابراهيم. إنّ الحديث عن الآثار المقدّسة في الجنوب يُعطي الأردن أهمية خاصة ونادرة بالتاريخ الإنساني ويشير إلى عظمة الأردن، ويقال أنَّ إرادة السماء ِأن يكون الأردن مقدساً. إنَّ الحديث عن ديار لوط والمعبد الذي بني مكان عمود الملح الذي تشير إليه التوراة هو حديث عن أنّ الأردن من أوائل الجنس البشري الذي صنع التاريخ وحرّك الأمم باتجاه التقدم. وإذ يصنع الأردن التاريخ يعني صناعة الحياة على الأرض. إنّ الأرض الأردنية لا يشار إليها بالآثار فحسب، بل بما فعله بالتاريخ البشري أي بما فعله من دور حياتي جدير بالتقدير.
من المعروف أن نهر الأردن من أقدس الأماكن بالعالم وكذلك طريق المسيح إلى عراق الأمير غرب عمان الذي يُدعى كف المسيح، ناهيك عن الآثار المقدسة في الشمال والتي اعتبرتها الآثار العالمية من أهم الآثار، وهذه الآثار المسيحية التي طَبعت الأردن بها العالم طابعاً خاصاً هو صناعة التاريخ والقداسة والتقدم البشري، إذ يقال أنّ أريحا والأغوار هي أوائل أماكن التواجد الإنساني. إذا الأردن في وسط التواجد البشري إن لم يكن أوّله. ورغم أنّ ديار لوط وُجدت في التوراة كأقدم تاريخ مكتوب إلا أنّ الكشف الفعلي لهذا الموقع يُضيف إلى الآثار الأردنية إضافة نوعية متميزة. وهكذا يعطي الأردن وعلماؤه نفحةً روحية وحياتية للعالم، كما أنه يجب أن يكون كدولة عظمى ليس من ناحية عسكرية أو مالية أن اقتصادية بل كسّرٍ حياتي يتحدث عن الإنسانية ومساهمٌ فيها وشريك بل ومؤسس لعظمة العالم. فراية العالم يجب أن ترتفع من الأردن كبداية لمنطلق في المسيرة العالمية. فالأردن صانع للتاريخ حتى قبل المسيحية أي منذ ابراهيم وريث آدم ونوح.
جدير بالذكر أن معظم المكتشاف الأثرية الأردنية هي من اكتشافات د. محمد وهيب، وجهده الرائع، وقد سُجّلت جميع الإكتشافات كمعالم مسيحية تستوجب التفاخر بها وأنّ الأردن بكامله كنز للآثار، مما يستحق معه أن يُسجّل في قائمة الدول السياحية العالمية اليونسكو.