نورسات الاردن
أفادت منظمة International Christian Concern المعنية بالدفاع عن حقوق المسيحيين المضطهدين حول العالم بأن أحد عشر مواطنا مسيحيا هنديا تعرضوا للاعتداء والضرب في ولاية مادهيا براديش، خلال الأيام القليلة الماضية لرفضهم التخلي عن إيمانهم المسيحي.
وقعت الحادثة في قرية أندادي حيث أقدم أحد الوجهاء برفقة مائتين وخمسين شخصا من المتشددين الهندوس على مهاجمة المسيحيين الذين رفضوا إنكار إيمانهم، وعُلم أن من بين الأشخاص المعتدى عليهم أربعة نُلقوا إلى المستشفى بعد أن أصيبوا بجروح بالغة.
أوردت مصادر نقلا عن المنظمة غير الحكومية، موضحة – بحسب شهود عيان – أن أحد وجهاء القرية دعا هؤلاء المسيحيين إلى التجّمع في مكان معين قبل أن يواجههم مع المتشددين الهندوس.
ووُضع المسيحيون أمام خيارين لا ثالث لهما: إما أن يتخلوا عن إيمانهم المسيحي أو أن يغادروا القرية. وبعد أن قال هؤلاء إنهم يرفضون نكران إيمانهم، تعرضوا للضرب ورُشقوا بالحجارة. وعلى الرغم من الشكاوى المتكررة التي رفعها الضحايا لم تُحرّك الشرطة ساكنا، كما لم تتدخل أي جهة رسمية لاتخاذ الإجراءات القانونية بحق المعتدين.
في أعقاب هذا الحادث، الذي يندرج في سياق سلسلة من الهجمات المتكررة بحق الجماعة المسيحية المحلية رفع “مجلس المسيحييين الهنود” صوته ليندد بهذه التجاوزات، وقال رئيسُ المجلس سجعان جورج إنه يشجب هذا الهجوم ضد المسيحيين والذي تزامن مع الاحتفال بالذكرى السنوية الرابعة والسبعين لاستقلال البلاد. وقال في بيان له إنه من المحزن والمؤسف جداً أن يُستهدف المسيحيون بسبب إيمانهم الديني. وتساءل ما إذا كان المسيحيون مواطنين من الدرجة الثانية، مذكراً بأن دستور البلاد يضمن الحرية الدينية للجميع ولا يُعقل أن تتعرض الأقلية المسيحية – التي تشكل نسبة اثنين فاصلة خمسة بالمائة من مجموع عدد السكان – لممارسات من هذا النوع.
وأوضحت المصادر أنه في القرية المذكورة تعيش خمس عشرة عائلة اعتنقت المسيحية لعشرين سنة خلت. ومع أن هذا الارتداد لم يمر مرور الكرام إلا أن الهجوم الأخير لم يكن متوقعا. ويقول بها الصدد السيد سجعان جورج إن المسيحيين في الهند يتعرضون لشتى أنواع المضايقات والترهيب والتهديدات والعنف، وهذا يشكل انتهاكاً خطيراً لحقوق الإنسان الأساسية. ونشر مقطع فيديو، عبر مواقع التواصل الاجتماعي، يُظهر مجموعة من المتشددين الهندوس تقتحم تجمعاً للصلاة وتتهم القس بأنه يحمل الهندوس على الارتداد إلى المسيحية. ولفت إلى أن هؤلاء المتطرفين يلجئون إلى قانون منع الارتداد من أجل مضايقة المسيحيين لاسيما أتباع الكنائس البروتستنتية التي تعقد غالبا اللقاءات في البيوت. وقال: كيف يحق للهندوس بأن ينظموا تجمعات دينية ضخمة، فيما تُمنع جماعات مسيحية صغيرة من اللقاء في المنازل للصلاة؟