نورسات الاردن
بدعوة من البطريرك مار اغناطيوس يوسف الثالث يونان، بطريرك السريان الانطاكي، التأم السينودس السنوي العادي لأساقفة الكنيسة السريانية الكاثوليكية الانطاكية من الثاني عشر وحتى الثامن عشر من أيلول سبتمبر ٢٠٢١. وصدر بيان هذا نصه نقلاً عن الموقع الإلكتروني للبطريركية:
مقدّمة:
بدعوة من صاحب الغبطة مار اغناطيوس يوسف الثالث يونان الكلي الطوبى، بطريرك السريان الأنطاكي، التأم السينودس السنوي العام لأساقفة الكنيسة السريانية الكاثوليكية الأنطاكية في دير سيّدة النجاة – الشرفة، درعون – حريصا، لبنان، في الفترة الممتدّة من 12 حتّى 18 أيلول ٢٠٢١، بمشاركة أصحاب السيادة أساقفة الأبرشيات والأكسرخوسيات القادمين من لبنان وسوريا والعراق والقدس والأردن ومصر وأوروبا والولايات المتّحدة الأميركية وكندا وفنزويلا والمعتمد البطريركي لدى الكرسي الرسولي. واعتذر عن الحضور رئيس أساقفة دمشق سابقاً لأسباب صحيّة، والزائر الرسولي في أستراليا والنائب البطريركي في تركيا بسبب التدابير المفروضة إثر تفشّي وباء كورونا.
ابتدأ السينودس بقداس ترأّسه صاحب الغبطة، تلته الجلسة الافتتاحية التي استُهِلّت بكلمة لغبطته، عرض فيها الخطوط العريضة للسينودس.
ورفع آباء السينودس رسالةً إلى قداسة الحبر الأعظم البابا فرنسيس، ملتمسين منه الصلاة والبركة الرسولية لأجل نجاح أعمال السينودس.
أمضى بعدها الآباء يوماً كاملاً بالتأمّل والصلاة في رياضة روحية ألقى مواعظها سيادة المطران أنطوان نبيل العنداري النائب البطريركي العام على نيابة جونيه المارونية، الذي تأمّل بموضوع الدعوة الأسقفية.
1 – تقارير الأبرشيات والأكسرخوسيات
قدّم الآباء تقارير مفصّلة عن أبرشياتهم المنتشرة في لبنان وسوريا والعراق والخليج العربي والقدس والأردن ومصر وتركيا، وما أصابها من نكبات نتيجةً للحروب والنزاعات المختلفة. ولكن ما عزّى قلوب الآباء النشاطات الراعوية والثقافية والإجتماعية والروحية العديدة التي تدفع أبناء الكنيسة إلى الفرح والرجاء بالمستقبل. وشكر الآباء الجمعيّات الخيرية الإنسانية المسيحية التي تساهم بإعادة إعمار ما دمّرته قوى الظلام. ووضعوا أمام عيونهم التحدّيات الخطيرة التي يواجهها المسيحيون في الشرق، وبشكلٍ خاص الهجرة بسبب الأوضاع السياسية والأمنية والإقتصادية. وتوجّهوا إلى رؤساء الدول والحكومات في شرقنا العزيز كي يعملوا من أجل إيقاف الحروب ونبذ منطق الطائفية والعنصرية.
وصلّى الآباء من أجل لبنان وما يعانيه من أزماتٍ اقتصاديةٍ اجتماعيةٍ وصحّيةٍ وتربويةٍ، وتمنّوا للحكومة الجديدة النجاح والتوفيق في مهمّتها. كما عبّروا في الوقت عينه عن خيبة أملهم بسبب التمادي في تهميش حقوق السريان عامّةً والطائفة السريانية الكاثوليكية خاصّةً، وذلك بعدم تمثيلهم في هذه الحكومة، كما هو الحال في الوظائف العليا المدنية والعسكرية والقضائية. ودعوا الحكومة إلى العمل سريعاً على تخفيف معاناة الشعب اللبناني، وعلى كشف حقيقة تفجير مرفأ بيروت. كما وقفوا دقيقة صمتٍ لراحة نفوس الضحايا، داعين للجرحى بالشفاء العاجل. ودعا الآباء المسؤولين للعمل بشكلٍ جدّي على التدقيق الجنائي لمعرفة مصير أموال اللبنانيين وودائعهم في المصارف، والتي نُهِبَت، مشدّدين على وجوب حصول الانتخابات النيابية في موعدها في أيّار القادم، لتشكيل طبقةٍ سياسيةٍ جديدةٍ تنهض بلبنان من كبوته. ولفتوا إلى الانهيار المالي والاقتصادي المتمادي، وضرورة الحدّ من الإذلال الذي يتعرّض له اللبنانيون، أمام محطّات البنزين والمصارف والصيدليات والأفران، فضلاً عن الانقطاع شبه الدائم للتيّار الكهربائي والشحّ في المياه، وعدم توفّر الوقود والأدوية والخبز وسواها من المواد الأساسية والحيوية.
وبحث الآباء أوضاع كنائسنا في الولايات المتّحدة وكندا وأستراليا وأوروبا وفنزويلا، وخصوصاً بعد تزايد عدد أبنائنا اللاجئين قسراً فيها. وشدّدوا على أهمية مرافقتهم في أوطانهم الجديدة، والاهتمام بهم من خلال تأمين كهنةٍ لخدمتهم وتأسيس الكنائس والمراكز الثقافية والروحية والاجتماعية التي تجمعهم. كما دعاهم الآباء إلى الالتزام بجذورهم الإيمانية والثقافية والليتورجية، ومجابهة تحدّي ذوبانهم في البلدان الغربية. وعبّروا عن شكرهم لهم على تبرّعاتهم السخيّة لإخوتهم في الشرق.
2 – العلاقات المسكونية
تداول الآباء موضوع العلاقات الأخوية مع الكنائس الشرقية الشقيقة، مؤكّدين على ضرورة الإنفتاح واحترام الهويّة الخاصّة لكلّ كنيسة.
3 – الليتورجيا
اطّلع الآباء على المشروع الليتورجي المتعلّق بالقداس الإلهي، على أن يبدوا ملاحظاتهم الختامية خلال الأشهر القادمة، آملين أن يتمّ الانتهاء من الطبع في الربيع المقبل.
4 – الكهنة
يثني الآباء على الجهود التي يبذلها الكهنة في الأبرشيات والرعايا خدمةً لقطيع الرب يسوع الموكَل إليهم، ولا سيّما في زمن وباء كورونا، ويعبّرون عن اعتزازهم وافتخارهم بكهنتهم.
5 – العلمانيون
توجّه الآباء بالشكر إلى كلّ العلمانين العاملين في المجالات الراعوية المختلفة على مساندتهم كهنة الرعايا في مهمّة الرسالة، مذكّرين بدورهم الهامّ في خدمة الكلمة والكنيسة.
6 – الطاقم الطبّي والباحثون
يشكر الآباء الطاقم الطبّي والباحثين وكلّ من يعمل في القطاع الصحّي على جهودهم في تخفيف معاناة المرضى وفي العمل الجادّ للقضاء على وباء كورونا، طالبين الرحمة للضحايا والشفاء العاجل للمصابين.
7 – الإعلام
شددّ الآباء على أهمّية الإعلام ووسائل التواصل الإجتماعي في عصرنا هذا، لما لها من تأثير مباشر وخطير، داعين الإكليروس والعلمانيين إلى استخدامها بشكلٍ مسؤول يخدم رسالة الخلاص.
8 – التنشئة الكهنوتية والرهبانية
استمع الآباء إلى التقارير عن الرهبانية الأفرامية السريانية بشقّيها الرجالي والنسائي، وكذلك إلى تقرير عن إكليريكية سيّدة النجاة – الشرفة. وشدّدوا على ضرورة الإهتمام بالدعوات الرهبانية والتنشئة الكهنوتية.
9 – الأموال الزمنية والمجالس الأبرشية والراعوية
درس الآباء تنظيم الأبرشيات والرعايا ومجالسها المختلفة التي تساعد الأسقف والكاهن في القيام بمهامهما الإدارية والراعوية. وتطرّقوا إلى موضوع أموال الكنيسة الزمنية والأوقاف وطريقة إدارتها حسب القوانين الكنسية المرعية.
10 – انتخابات أسقفية
انتخب آباء السينودس أساقفة لملء الكراسي الشاغرة في الأبرشيات.
وانتخبوا أعضاءً جدداً للسينودس الدائم لمدّة خمس سنوات، والذي أصبح يتألّف من: مار ديونوسيوس أنطوان شهدا رئيس أساقفة حلب، ومار برنابا يوسف حبش مطران أبرشية سيّدة النجاة في الولايات المتّحدة الأميركية، ومار أفرام يوسف عبّا رئيس أساقفة بغداد، ومار يوحنّا جهاد بطّاح رئيس أساقفة دمشق.
كما عيّن غبطته سيادة المطران مار أفرام يوسف عبّا، رئيس أساقفة بغداد، مدبّراً بطريركياً لأبرشية الموصل وتوابعها، بعد قبول استقالة سيادة المطران مار يوحنّا بطرس موشي من إدارة الأبرشية لبلوغه السنّ القانوني.
11 – سينودس الأساقفة الروماني لعام ٢٠٢٣
اطّلع الآباء على الوثيقة التحضيرية لسينودس الأساقفة الروماني “من أجل كنيسة سينودسية: شركة وشراكة ورسالة”، والذي سيُعقد سنة ٢٠٢٣. وتداولوا في المواضيع المتعلّقة بالإعداد لهذا السينودس.
12 – اليوبيل الكهنوتي الذهبي والأسقفي الفضي لغبطة البطريرك
شارك آباء السينودس فرحةَ غبطة أبينا البطريرك بمناسبة يوبيله الكهنوتي الذهبي والأسقفي الفضّي، واحتفلوا معه بالذبيحة الإلهية في ختام السينودس، بمشاركة البطاركة ورؤساء الكنائس وجموع المؤمنين، حيث جرى تقديم كتاب تناول مسيرة حياة غبطته بعنوان “أكثر من نصف قرن من الخدمة والعطاء”. وتمنّى الآباء لغبطته سنواتٍ مديدةً وخدمة مليئة بالثمار، سائلين الرب يسوع، أن يبارك خدمته ورعايته للكنيسة في هذه الظروف العصيبة.
خاتمة:
في ختام السينودس، رفع الآباء الصلاة إلى الرب يسوع، بشفاعة أمّه مريم سيّدة النجاة، واثقين بأنّه يرعى كنيسته ولا يتركها أبداً رغم الصعوبات والتحدّيات، بل هو سيبقى معها إلى الأبد بحسب وعده الصادق.