نورسات الاردن
سيادة المطران جوزيف جبارة الجزيل الاحترام،
أصحاب السيادة والمعالي والسعادة
إخوتي الكهنة والرهبان والراهبات والمؤمنين،
في هذه اللحظات الجميلة، أعود بالذكريات لقصّة تكريس حياتي لله منذ الصغر، وصولًا إلى الرسامة الكهنوتيّة، في 26 أيلول 1996. وقد اتخذت هذه الآية شعارًا لخدمتي: «يَا سِمْعَانُ بْنَ يُونَا، أَتُحِبُّنِي؟» قَالَ لَهُ: «نَعَمْ يَا رَبُّ، أَنْتَ تَعْلَمُ أَنِّي أُحِبُّكَ» (يوحنا 16:21)، وهو ما ميّز مسيرتي مسيرتي الكهنوتيّة وطبع خدمتي.
حاولت خلال الخمسة وعشرين عامًا أن أجيب سؤال «أَتُحِبُّنِي؟» على مثال القديس يوحنا الرسول والقديس بطرس بالإيجاب والنَعَم. كانت هذه مسيرة حياةٍ وحبٍّ وفرحٍ مع الرب يسوع المسيح في الكنيسة، ومحاولة تأمل مستمرٍّ بكلمته وعيشها وتطبيقها في حياتي .
خمسٌ وعشرون سنة من الخدمة، منذ سنة 1996 إلى 2021، وكانت قد سبقها سنوات تهيئة وتحضير في الإكليريكيّة الصغرى، منذ سنة 1984، ومن ثم في سنة 1989 تكملة الدارسة الجامعيّة في معهد المخلص الكهنوتيّ في بيت ساحور حتى سنة 1990.
تكونت هذه الفترة من ثلاث سنوات في إكليريكيّة سيدة الرعاة ومدرسة بيتر نيتكوفن، من الصف الثالث الإعدادي إلى التوجيهي، وثلاث سنوات في معهد المخلص الكهنوتي، وثلاث سنوات أخرى في إكليريكيّة القديسة حنة في الربوة ومعهد القديس بولس للفلسفة واللاهوت في لبنان، وسنتين خبرة رعويّة. أي ما مجموعه إحدى عشرة سنة من التنشئة استعدادًا للكهنوت، هذه الرسالة الروحيّة والدعوة الإلهيّة الكبرى. وبعد ذلك دراسة الدكتوراة في القانون في جامعة اللاتيران في روما.
منذ دخولي الإكليريكيّة الصغرى تعلمت أن اكتب مذكراتي على دفتر خاص، وهناك عدة دفاتر امتلأت خلال الخمس وعشرين سنة، تلخص كل حياتي كطالب في المدرسة في المرحلة الإعداديّة والثانويّة والدراسة الجامعيّة وخلال مسيرتي الكهنوتيّة. كنت أدون لحظات الفرح والآمال والأحداث الهامة في حياتي.
أشكر الله على محبته لي وعلى كل من التقيت بهم وعلى كل شخص مرَّ بحياتي ومسيرتي الكهنوتيّة من أساقفة، لاسيما المثلث الذكر المطران سابا يواكيم الذي دعاني إلى الخدمة وقبلني في عداد شمامسته وإلى المثلث الذكر المطران جورج المرّ الذي رسمني كاهنًا وإلى سيادة المطران ياسر عيّاش الذي خدمت في رعايته بدايات خدمتي الكهنوتيّة والمطرانين المدبرين جان سليمان وإيلي بشارة حدّاد وكل الكهنة والرهبان والراهبات والعلمانيين. قلبي مملوء بالشكر والامتنان لكل من التقيت به في حياتي وأثّر فيّ أو أثّرت فيه.
تلقّيت الكثير من العلوم والمعارف خلال فترة التنشئة والدراسة والتقيت الكثير من الأشخاص خلال زيارتي للعديد من البلدان، وكلما كانت تزداد معرفتي وعلمي كنت أزداد إدراكًا أنني لا أزال أجهل الكثير. تعلمت خلال مسيرتي أنه لكي أعيش حياة أفضل بسلام وسكينة عليَّ أن:
- أن أضع كلّ شيء بين يدي الله. وأن أصلي وأصلي مستنجدًا بلطفه ومحبته.
- أن أبتسم وأكون بشوشًا في وجه الآخرين.
- أن أبادر إلى الحبّ واللطف والحنان لكلّ إنسان.
- أن أعيش كل لحظة في حياتي بملئ كياني ومن كل قلبي، ومن ثم إيصال ذلك إلى الناس.
- أن أصغي للآخرين وأفهمهم.
- أن أعمل الخير على الدوام.
- أن أغفر وأسامح لكل من أساء إليَّ وأطلب المغفرة أذا أسأت لأحد.
أتقدم بجزيل الشكر والامتنان لله أوّلًا على عطاياه الكثيرة في حياتي وأستذكر بكل حنان وحب المرحومين والدي ووالدتي اللذين أوجداني بحبهما في هذه الحياة وأشبعاني من الكرم والأخلاق وفاضا عليّ بالكثير الكثير، كما أذكر دائمًا وبعطف المرحومين شقيقي وشقيقتي. كما أشكر عائلتي الصغيرة أخّوّيَّ وأخواتي وعائلاتهم على العناية والعطف والحب الذي قدموه لي وما زالوا يقدمونه. عائلتي الغالية هي التي رعت دعوتي أوَّلًا وشددتني.
كما أشكر سيادة المطران جوزيف جبارة راعينا الحبيب ولأخوتي الكهنة والرهبان والراهبات.
كما أشكر كل من عاونني في الرعايا السابقة التي خدمت فيها من أوقاف وجمعيات وهنا في رعيتنا أتقدم بالامتنان من الجوقة والأخويّة والكشافة والشبيبة والمسرح الكاثوليكيّ ولاسيما لملاكي المطرانيّة أخوينا صموئيل وكيرلس.
كما قال أبينا قداسة البابا فرنسيس يوم انتخابه: “صلوا لأجلي!” أنا ايضًا اليوم في ذكرى سيامتىي الفضيّة واقتداء به، أقول لكم: “صلوا لأجلي!”
الأرشمندريت د. بسام شحاتيت
عمان – الأردن، 26 أيلول 2021