نورسات الاردن
نظمت دائرة قصر المؤتمرات في وزارة الثقافة والسياحة والآثار مؤتمرها الثالث بالتعاون مع البطريركية الكلدانية في كنيسة انتقال مريم العذراء صباح الثلاثاء 5/10/2021 تحت شعار: “العراق يزدهر بتنوع اديانه” وبحضور غبطة البطريرك الكاردينال لويس روفائيل ساكو ومعالي وزير الثقافة والسياحة والاثار د. حسن ناظم راعي المؤتمر، ونخبة من رجال الدين مسيحيين (المطرن روبرت جرجيس والابوان نوزت حنا وميدين شامل) ومسلمين شيعة وسنة والصابئة المنداية وعدد من الاكاديميين. بدأت الجلسة الاولى بكلمات رعاة المؤتمر ثم بندوة حوارية مفتوحة في قاعة الكنيسة وتم طرح عدة افكار ومقترحات.
فيما يأتي كلمة غبطة البطريرك ساكو
معالي الوزير، اصحاب الفضيلة والسماحة والسيادة، أيتها السيدات، ايها السادة
تحية لكم في رحاب هذه الكنيسة لمريم العذراء. وشكراً لمنظمي هذه المبادرة الوطنية الطيبة التي تهدف الى تقارب وجهات النظر المختلفة بين الديانات والمذاهب وأبناء البلد الواحد خصوصاً في هذه الظروف المعقدة والصعبة.
زيارة البابا فرنسيس للعراق في آذار الماضي 5- 8 كانت بركة للعراقيين. وقد رسمت رسائلُه ولقاءاته مع المسؤولين العراقيين ورجال الدين وبشكل متميز مع المرجع الشيعي الاعلى سماحة السيد علي السيستاني خارطة طريق للعيش المشترك السلمي. كلام البابا “كلُّنا إخوة“، أي كل إنسان هو أخ، وعبارة سماحة السيد علي السيستاني “أنتم جزء منّا ونحن جزء منكم“، أي نحن جسم واحد، إنها عبارةٌ نبوية ينبغي تفعيلها. هذه الرؤية سبق ان تجسدت من خلال توقيع البابا مع إمام الأزهر الشيخ الدكتور أحمد الطيب على “وثيقة الأخوّة الإنسانية” في الرابع من شهر شباط 2019، في أبو ظبي، عاصمة الامارات العربية.
ينبغي الاستناد الى بلاغات أقطاب الديانتين المسيحية والاسلامية التي تنسجم مع روحانية الانجيل وروحانية القرآن لتعزيز مساحات القواسم المشتركة بين المسيحيين والمسلمين والآخرين وتفعيلها لقبول إختلاف الآخر والعيش المشترك المتكافئ بالحقوق والواجبات. وهذا يحتاج الى جهود كبيرة للتثقيف والتوعية.
- “التربية الدينية”. أنه من الأهمية بمكان أن يُعالج التعليم الديني بأسلوب سليم بعيدا عن الكراهية وكل أشكال العنف التي تطال حياة الناس وتنتهك كرامتهم، ذلك من خلال ترسيخ ثقافة التلاقي والاخوّة والصداقة والسلام والثقة بين البشر. يتعين على المؤسسات الدينية والاجتماعية والحكومية ترميم البشر قبل الحجر، وتقديم مناههج جديدة للتربية الدينية برؤية جديدة تحترم الديانات وأتباعها وتعزز ثقافة التنوع والتعددية بشكل حضاري، وتوطد الثقة وتبدد الأحكام المسبقة. وهنا نشدد على دور وسائل الاعلام في إشاعة هذه الثقافة، فالاعلام رسالة وليس إثارة.
- رسالة الاديان ليست بناء دولة وانما اشاعة قيم الاخوّة والمحبة والتسامح وتنشئة الانسان وتوجيه سلوكه وضمان كرامته وحقوقه ليكون بابهى صورة انسانية، فالانسان هو محور الديانات، كما يؤكده الانجيل والقرآن. اما الدولة فمسؤوليتها ترتكز على تنظيم حياة المجتمع وضمان الحقوق والواجبات على قدم المساواة.
الخلاصة، الحل عندنا في العراق هو في قيام دولة مدنية تعتمد المواطنة وتحترم الأديان وتحتضن جميع أبنائها من دون إستثناء، فالدين لله والوطن للجميع. وكلنا أمل ان تجلب الانتخابات القادمة إنعطافة ايجابية مفصلية للعراق. شكراً