نورسات الاردن
على المدعو إلى الخدمة الرهبانية والكهنوتية ألا يخاف، فقد قال السيد المسيح: «لاَ تخافوا!» (يو ٦: ٢٠). هذا ما قاله الأخ عبدالله نصر الجلدة من غزة (٢٣ عامًا)، الذي احتفل الأحد ١٠ تشرين الأول ٢٠٢١، برتبة إبراز النذور الأولى وارتداء الثوب الرهباني في كنيسة العائلة المقدسة للاتين في غزة، ليكون بذلك الراهب الأول من غزة الذي يدخل رهبانية الكلمة المتجسد.
وُلد عبدالله نصر الجلدة في مدينة غزة، ونال سر المعمودية في كنيسة القديس برفيريوس للروم الأرثوذكس في غزة. اعتاد المشاركة في أنشطة رعية اللاتين في غزة منذ نعومة أظفاره، وقد اكتشف دعوته الرهبانية في سن الرابعة عشر من خلال مشاركته في الحياة الرعوية في رعية العائلة المقدسة في غزة.
التحق الأخ عبدالله في قسم الاقتصاد والتجارة في الجامعة، وحين كان في السابعة عشر من العمر، أي في عام ٢٠١٨، اتخذ القرار بتكريس حياته خدمةً لله والكنيسة، إذ كان قد أحسّ بدعوته الرهبانية بشكل خاص بعد حديثٍ له مع الأب ماريو دا سيلفا، كاهن رعية غزة للاتين في ذلك الحين، خلال المخيم الصيفي ذلك العام، عن معنى أن يكون المرء مكرسًا لله. ويضيف الأخ عبدالله: “لقد كان لمثال الرهبان والراهبات وحضورهم في غزة دورًا مهمًا للغاية بالنسبة لي، الأمر الذي دفعني إلى الاقتراب أكثر من الإيمان والكنيسة، فبدأت بحضور القداس اليومي حتى اتخذت القرار أخيرًا بالانضمام إلى الكنيسة الكاثوليكية بشكل رسمي، بأن أصبح راهبًا ثم كاهنًا كاثوليكيًا في رهبانية الكلمة المتجسد، حبًا ليسوع المسيح وخيرًا للمسيحيين والمسلمين جميعًا”.
هذا ولم يكن تقبّل والدَيّ الأخ عبد الله لقراره أمرًا سهلًا في بادئ الأمر، فيقول الأخ عبد الله: “إلا أنني كنت صبورًا، وعلمت بأن والديَّ سيتفهمان قراري مع مرور الوقت. فقد أخبرتهما بأنني اخترت التكريس طريقًا لحياتي، وبأنني سأبدأ حياتي في الدير وقد اتخذت قراري بكامل إرادتي وحريتي”. وفي آذار عام ٢٠١٩، شارك وللمرة الأولى في حياته في رياضة روحية استمرت مدة ٨ أيام مع الأب غابرييل رومانيللي، مرشده الروحي خلال الرياضة الروحية وكاهن رعية العائلة المقدسة للاتين في غزة.
وحول أبرز التحديات التي تواجه الرعية في غزة، يعقّب الأخ عبدالله بأن الكنيسة هي جزء من المجتمع الفلسطيني الغزاوي، وبأن المسيحي في غزة يواجه الصعوبات ذاتها التي يواجهها غيره من غير المسيحيين، “إلا أن علينا بحسب رأيي، أن نحافظ على الهوية المسيحية لأبناء الكنيسة في غزة وفلسطين”.
كما يرى الأخ عبدالله أن الدعوات الرهبانية والكهنوتية هي هبة من الله لخدمة الله والكنيسة والمجتمع في كل مكان، وبأنها نتيجةً للصلاة المستمرة والأعمال الرعوية، ويضيف: “نصلي من أجل الدعوات في البطريركية اللاتينية وكافة الرهبانيات في العالم”.
هذا ويتطلع الأخ عبدالله إلى أن يكون مرسلًا لخدمة الله والكنيسة في أي مكان في العالم، ولا سيما في روسيا، في حياته الرهبانية المستقبلية، ويقول: “أصلي قبل كل شيء من أجل تلك العائلات التي لا تستطيع أن تنجب أطفالًا، ومن أجل الحياة التي لم تولد بعد (الأجنّة)، ومن أجل الدفاع عن قيمة الحياة المقدسة، ومن أجل قداسة البابا فرنسيس، ومن أجل الدعوات. وأرفع صلاة خاصة من أجل الكثير من الأشخاص ممن ليس لديهم منزل أو مأوى. أصلي لكي يحفظهم الرب”.