نورسات الاردن
شارك مراقب الكرسي الرسولي الدائم لدى منظمة الأمن والتعاون في أوروبا المطران يانوس أوربنشيك في اجتماع عقدته المنظمة في فينا للتباحث في أجندة تطبيق الأهداف الاقتصادية والبيئية لعام ٢٠٢١، مع تسليط الضوء على الالتزام في مكافحة الفساد وتطبيق الحوكمة الجيدة.
ألقى الدبلوماسي الفاتيكاني مداخلة للمناسبة أكد فيها أن الكرسي الرسولي يعتبر أن مكافحة الفساد في العالم هو شرط أساسي لتحقيق الأهداف الاقتصادية والبيئية، وهذا ما شدد عليه المجلس الوزاري لمنظمة الأمن والتعاون في أوروبا، مشيرا إلى وجود رباط وثيق بين مكافحة آفة الفساد وتحقيق الحوكمة الجيدة. وذكّر بأن شرعة الأمن الأوروبي الصادرة في العام ١٩٩٩، أقرت بأن الفساد يشكل تهديداً خطيراً للقيم المشتركة لدى الدول الأعضاء في منظمة الأمن والتعاون في أوروبا، كما أن هذه الآفة تولّد انعدام الاستقرار، وتنال من مختلف الأبعاد الأمنية والاقتصادية والإنسانية.
بعدها لفت المطران أوربنشيك إلى أن الفساد ليس ظاهرة تَحدُّها السياسة والجغرافيا، لأنها موجودة في البلدان الغنية والفقيرة على حد سواء. وأضاف أنه من خلال خيانة المبادئ الخلقية وقواعد العدالة الاجتماعية، يشكل الفساد عائقا أمام تحقيق النمو المتكامل وأمام استئصال الفقر من العالم. وهو ينال أيضا من الثقة في المؤسسات الرسمية، وبين الحاكم والمحكوم، ويُضر بعمل المجتمعات المنظمة. وأشار سيادته إلى أن الفساد ليس مشكلة يمكن أن تحلها الحكومات لوحدها، إذ لا بد من إسهام منظمات المجتمع المدني والجمعيات والمؤسسات الدينية ومعاهد البحوث في الجهود التي تبذلها الدول من أجل التصدي لآفة الفساد. وشدد الدبلوماسي الفاتيكاني على ضرورة إبقاء مسألة مكافحة الفساد مدرجة على أجندة منظمة الأمن والتعاون في أوروبا، ضمن المقاربة الشاملة الهادفة إلى تلبية المتطلبات الأمنية.