نورسات الاردن: بقلم الخوري سامر الياس
التهمة الرابعة: الله يجرّب
هناك فرق كبير بين التجربة والإمتحان، الشيطان يجرّب أما الله فيمتحن.
ما هو الفرق؟
التجربة هي لتحطيم الإنسان ولكي تقول له بأنك لا تصلح لشيء، وبأنك كائن ضعيف، بأن الله لا يسامحك، الله لا يستحق هذا التعب الكبير من أجله… تحطيم العلاقة بينك وبين الآخر، بينك وبين ذاتك، بينك وبين الله…
الإمتحان هو لتعرف أنت أين أصبحت من محبتك له، أين أصبحت بالعلاقة معه، تعيش إختبار ما، فتقف بينك وبين ذاتك، وتقول آه كنت أعتقد بأنني قد تقدمت في هذا الأمر، آه يا رب كم أنا بعيد عن دربك، أعدك بأنني سأعمل على هذا الأمر أكثر وأكثر، وتبدأ بالعمل على ذاتك… لتمكين العلاقة الثالوثية مع الآخر ومع ذاتك ومع الله… التجربة يرافقها موت روحي وعائلي ونفسي وإجتماعي…
الإمتحان يرافقه ولادة جديدة وقيامة روحيّة وعائليّة ونفسيّة وإجتماعيّة…
التجربة تنبع من عيش خطيّة ما، الإمتحان ينبعث من نعمة ما… التجربة هي لرفض مشروع الله في حياتك وتحقيق أحلامك الخاصة.. الإمتحان هو للإستسلام الكليّ لإرادة الله في حياتك…
“إِذا جُرِّبَ أَحَدٌ فلا يَقُلْ: ((إِنَّ اللهَ يُجَرِّبُني)). إِنَّ اللهَ لا يُجَرِّبُه الشَّرُّ ولا يُجَرِّبُ أَحَدًا، في حينِ أَنَّ لِكُلِّ إِنسانٍ شَهوَةً تُجَرِّبُه فتَفتِنُه وتُغْويه. والشَّهوَةُ إِذا حَبِلَت وَلَدَتِ الخَطيئَة، والخَطيئَةُ إِذا تمَّ أَمرُها خَلَّفَتِ المَوت. لا تَضِلُّوا يا إِخوَتي الأَحِبَّاء…” (يعقوب 1/13-16)
إذًا يا حضرات المستمعين، الله بريء من هذه التهمة أيضًا…