كلمة الاردن
المسيحيون في لبنان قديمون قدم لبنان الحديث، والموارنة تحديداً منذ منتصف القرن السادس عشر لعبوا دوراً ولا يزالو يلعبون نفس الدور في تقدم لبنان وبناء حضارة ستبقى فخر الصناعة المسيحية في الشرق. والوجود المسيحي في لبنان ليس طارئاً أو عبثيا بل انتقل من مار مارون في القرن السادس عشر من شمال سوريا وعليه تعتبر المساهمة المسيحية في حضارة لبنان وتقدمه هي مساهمة عمودية تتهمش على قواعدها الصلبة جميع المؤامرات الموجهه ضد المسيحية. لست بصدد تحديد الدور المسيحي في بناء صرح الجمال اللبناني مادياً ومعنوياً وثقافيا وعلمياً، ولست بصدد تعداد الإنجازات اللبنانية في الخارج بيد المهاجرين اللبنانيين، ولكن سأتحدث عن الصمود المسيحي اليوم أمام جميع المؤامرات الموجّه إليه أو المقصودة بطرق ملتوية.
مسيحيو لبنان هم بيضة القبّان التي عملت ولا تزال وستبقى في حال التوازن بين جميع الفئات اللبنانية، لكن فئات من المسيحيين يشطحون بولائهم وأفكارهم خارج وطنهم لبنان. هذه الفئات بولائهم لإسرائيل وأمريكا أو الخليج لديها أفكار شاذه عن المألوف المسيحي أخلاقاً وفكراً وتسامحاً على نظرتهم الشاذة إلى الحكم وشهوة التسّلط. لهذا فلا يتورّعون عن إشاعة الفتن والنعرات للوصول إلى أهدافهم المشبوهة. هذه الفئة والعاملة ضد فئات مسيحية أخرى لا يهمهم لبنان ولا المسيحية ولا المصالح الوطنية وشعارهم المصالح الخاصة ولو بحرب أهلية يهلك بها الوطن والمسيحيين، ويظهرون وكأنهم حماة الوطن والمسيحية فكان دورهم ليلة 14/10/2021 أن نصبوا سهام الغدر، فقتلوا وجرحوا ما يحلوا لهم ليقولوا للشعب أنهم حماة المسيحية من المسلمين، وحماة المؤسسات الوطنية بالدفاع عن زبائنهم.
بعض المسيحيين في لبنان يتآمرون على المسيحية لأغراض رخيصة. ورغم أن الوجود المسيحي في لبنان هو فخر لبنان الحديث إلا أنّ بعض المسيحيين لا يُقدّرون هذا الدور إلا من خلال مصالحهم وأهدافهم اللئيمة، إذ يحرّضون على فئات مسيحية أخرى ولذلك يكرههم الآخرون. المسيحيون في لبنان هم البناة الحقيقيون للبنان الحديث وهم شجرة الحياة اللبنانية فلا أحد يساوم عليها.