نورسات الاردن
لم تؤكد السفارة البابوية في دمشق ما تردد من أنباء عن أن الحبر الأعظم البابا فرنسيس يستعد لزيارة سورية، في موعد غير بعيد، في وقت اختتم فيه عميد مجمع الكنائس الشرقية الكاردينال ليوناردو ساندري زيارته إلى سورية.
هذا وكانت بعض الوكالات الغربية قد تواصلت مع الجهات الاعلامية في سوريا ومع السفارة البابوية تحديدا للتأكد من صحة الأنباء التي ترددت في مواقع إعلامية مختلفة امس ، قالت مصادر في السفارة «حالياً لا شيء وعندما يكون هناك زيارة سيتم الإعلان رسمياً».
وكانت مواقع إلكترونية عربية لبنانية ذكرت الثلاثاء الماضي أن البابا فرنسيس يستعد لزيارة سورية، في موعد غير بعيد، وقالت: إن «لبنان يتخبط من أزمة إلى أزمة، وسورية تتلقى عرضاً تلو آخر، آخرها أتى من الأميركيين، عبر وسطاء دوليين. في الأثناء، دمشق تنتظر إعلاناً قريباً: الحبر الأعظم البابا فرنسيس سيزور سورية، وعلى الأرجح، في موعد غير بعيد».
في الأثناء، وحسب بيان لمجمع الكنائس الشرقية صدر مع بدء زيارة الكاردينال ساندري لسورية ونشره موقع أخبار الفاتيكان، فإن عميد مجمع الكنائس الشرقية بدأ زيارته لسورية من الخامس والعشرين من تشرين الأول الماضي وحتى الثالث من تشرين الثاني الجاري، وحمل خلالها قرب وتضامن البابا فرنسيس للجماعات الكاثوليكية في سورية.
وأشار البيان إلى أن موعد الزيارة كان مقرراً سابقاً في نيسان عام 2020 وقد تم تأجيله بسبب وباء كورونا، وهو «يتمُّ الآن ببركة الأب الأقدس وبالتنسيق مع السفارة البابوية في دمشق، في الرغبة لحمل قرب وتضامن البابا فرنسيس للجماعات الكاثوليكية في سورية، التي امتحنتها سنوات من الحرب وتحتاج إلى وقفة من التمييز والتحقق الرعوي».
وأشار إلى أن الكاردينال ساندري التقى خلال الزيارة مع السلطات الكاثوليكية في سورية والقداس الإلهي مع بطريرك أنطاكية للروم الملكيين صاحب الغبطة يوسف العبسي تلاه لقاء مع كهنة الروم الملكيين في دمشق وبصرى-حوران، وزيارات إلى مكاتب كاريتاس سورية، وجمعية القديس منصور دي بول، ودار أيتام القديس بولس، ومستوصف كشكول، والمستشفى الإيطالي والمستشفى الفرنسي، والرهبان الساليزيان، ومراكز الكنائس السريانية والكلدانية والأرمنية، إضافة إلى لقاء مع المكرسين في دمشق وجنوب سورية بالقرب من كنيسة القديس بولس في دمشق ولقاء مع بعض الدبلوماسيين المعتمدين في سورية.
وترأس الكاردينال ساندري في 27 الشهر الماضي القداس الإلهي في كاتدرائيّة الروم الملكيين الكاثوليك في دمشق عاونه غبطة البطريرك يوسف العبسي بطريرك أنطاكية وسائر المشرق للروم الملكيين الكاثوليك ونيافة الكاردينال ماريو زناري السفير البابوي في سورية مع لفيف من الأساقفة والكهنة.
وألقى عميد مجمع الكنائس الشرقية عظة قال فيها: إذا كنا هنا هذا المساء للاحتفال بأفخارستيا الرب يسوع، فذلك لأن كلَّ واحد منكم على الرغم من كلِّ شيء، حافظ على كنز الإيمان الثمين، بين القنابل والأنقاض والتسمُّم الكيميائي، في حين تجلس قوى الأمم على الطاولة لإجراء الحسابات، والناس يعانون ويصبحون أكثر جوعاً والإرهاب الاصولي الذي زرع العنف والدمار، وخاصة في هذا البلد وفي العراق، مع تجار الموت الذين يزدادون ثراءً من بيع الأسلحة.
وأضاف: أنت يا شعب اللـه في سورية، حافظت على الإيمان وشاركت بقولك الـ«نعم» اليومية في أمانة اللـه للبشريّة، مُتتبِّعاً عن قرب خُطا من سار في طريق الصليب ليخلِّصنا.
وبعد ذلك كانت محطات الكاردينال ساندري في طرطوس وحمص، حيث كانت هناك لقاءات مع أبرشيات السريان والموارنة والروم الملكيين، والاحتفال بالقداس الإلهي وزيارات لقبر الأب اليسوعي فرانس فان دير لوخت وكاتدرائيات السريان الأرثوذكس والروم الأرثوذكس، وفق ما جاء في البيان.
وانتقل عميد مجمع الكنائس الشرقية بعد ذلك إلى حلب، وترأس عشية الاحتفال بعيد جميع القديسين، أول من أمس القداس الإلهي في رعيّة اللاتين في مدينة حلب، بمشاركة السفير البابوي في دمشق الكاردينال ماريو زناري، وكاهن الرعيّة الأب إبراهيم الصباغ الفرنسيسكاني، ولفيف من الأساقفة والكهنة والرهبان والراهبات والمؤمنين.
وقال في عظته: لنصل معاً، ونوكل أنفسنا إلى شفاعة والدة الإله، مريم الكليّة القداسة، وجميع القديسين في السماء، ولتتّحد أصواتنا مع أصواتهم في ترنيمة التسبيح. لتعُد مدينتكم الحبيبة، والتي استقبلت قبل قرن من الزمن، اللاجئين الأرمن والأقليات الأخرى، الذين هربوا من الاضطهاد والموت المحقّق، مكاناً للضيافة والحياة، وليس للهروب، وخاصة للشبّاب. وليعُد اسم حلب إلى أن يكون مهماً، ليس بسبب الركام الذي لا يزال يملأ شوارعكم وأحياءكم، وليس من أجل آلاف الأبناء والبنات الذين ذهبوا إلى كلّ مكان في العالم، ولكن الوجه المشرق لجماعة مسيحيّة، والتي في إعلان الإنجيل وفي الخبز المكسور من أجل الفقراء، تجعل ترنيمة التسبيح تدوي، مصحوبة بقيثارة الملائكة والقديسين في السماء، وفي سيمفونيّة واحدة تعبّر عن جمال الله.
ووفق البيان يفترض أن يغادر الكاردينال ساندري من حلب متوجهاً إلى يبرود ومعلولا، قبل أن يعود إلى دمشق ومن هناك إلى روما.