نورسات الاردن
منح قداسة البابا فرنسيس صباح اليوم السبت في قاعة كليمينتينا بالفاتيكان جائزة راتزينغر لـ “Hanna-Barbara Gerl-Falkovitz” و”Ludger Schwienhorst-Schönberger” خبيرين ألمانيين تميّزا في دراساتهما في المجال اللاهوتي الفلسفي وإنما أيضًا في المجال الفني؛ وللمناسبة ألقى الأب الأقدس كلمة قال فيها يسعدني أنه بعد توقف العام الماضي، يمكننا أن نستأنف التقليد الجميل لهذا اللقاء. وتؤسس المشاركة المرحب بها لشخصيات مختلفة نالت هذه الجائزة خلال السنوات الماضية، بالإضافة إلى الاعتراف بالمزايا الثقافية العالية لبعض العلماء والفنانين، رابطًا دائمًا وعلاقة مثمرة لحضور الكنيسة وخدمتها في عالم الثقافة.
تابع الأب الأقدس يقول إنَّ ديناميكيات العقل البشري والروح لا حدود لها حقًا في المعرفة والإبداع. هذا هو تأثير “الشرارة” التي أضاءها الله في الإنسان المخلوق على صورته، القادر على أن يبحث عن معاني جديدة على الدوام في الخليقة وفي التاريخ ويجدها وعلى أن يستمرَّ في التعبير عن حيوية الروح في تشكيل المادة وتحويلها. لكن ثمار البحث والفن لا تنضج بالصدفة وبدون تعب. وبالتالي فإن الاعتراف يعود في الوقت عينه إلى الالتزام الطويل والصبور الذي تحتاج إليه للوصول إلى مرحلة النضج. يخبرنا الكتاب المقدس عن خلق الله كـ “عمل”. لذلك نحن نُشيد ليس فقط بعمق الفكر والكتابات، أو بجمال الأعمال الفنية، وإنما أيضًا بالعمل الطويل السخي والشغوف، من أجل إغناء التراث الإنساني والروحي الهائل الذي يجب مشاركته. إنها خدمة لا تقدر بثمن من أجل إعلاء روح الشخص البشري وكرامته، ونوعية العلاقات في الجماعة البشري وخصوبة رسالة الكنيسة.
أضاف الحبر الأعظم يقول تُمنح هذه الجائزة باسم سلفي. لذلك فهي فرصة لي، ومعكم، لنوجّه إليه مرة أخرى فكرنا المحب والممتن. لبضعة أشهر خلت رفعنا الشكر للرب معه بمناسبة الذكرى السبعين لسيامته الكهنوتية. ونشعر أنه يرافقنا بالصلاة، محدقًا نظره باستمرار نحو أفق الله. واليوم نشكره بشكل خاص لأنه كان أيضًا مثالًا لنا في التفاني الشغوف للدراسة والبحث والتواصل الكتابي والشفهي؛ ولأنه جمع على الدوام بحثه الثقافي بشكل كامل ومتناغم مع إيمانه وخدمته للكنيسة.
MENU
بحث
بحثDon Giovanni جدول البرامجPodcast
البابا
البابا فرنسيس: إنَّ ثمار البحث والفن لا تنضج بالصدفة وبدون تعب
البابا فرنسيس يمنح جائزة راتزينغر لـ “Hanna-Barbara Gerl-Falkovitz” و”Ludger Schwienhorst-Schönberger” خبيرين ألمانيين تميّزا في دراساتهما في المجال اللاهوتي الفلسفي وإنما أيضًا في المجال الفني.
منح قداسة البابا فرنسيس صباح اليوم السبت في قاعة كليمينتينا بالفاتيكان جائزة راتزينغر لـ “Hanna-Barbara Gerl-Falkovitz” و”Ludger Schwienhorst-Schönberger” خبيرين ألمانيين تميّزا في دراساتهما في المجال اللاهوتي الفلسفي وإنما أيضًا في المجال الفني؛ وللمناسبة ألقى الأب الأقدس كلمة قال فيها يسعدني أنه بعد توقف العام الماضي، يمكننا أن نستأنف التقليد الجميل لهذا اللقاء. وتؤسس المشاركة المرحب بها لشخصيات مختلفة نالت هذه الجائزة خلال السنوات الماضية، بالإضافة إلى الاعتراف بالمزايا الثقافية العالية لبعض العلماء والفنانين، رابطًا دائمًا وعلاقة مثمرة لحضور الكنيسة وخدمتها في عالم الثقافة.
تابع الأب الأقدس يقول إنَّ ديناميكيات العقل البشري والروح لا حدود لها حقًا في المعرفة والإبداع. هذا هو تأثير “الشرارة” التي أضاءها الله في الإنسان المخلوق على صورته، القادر على أن يبحث عن معاني جديدة على الدوام في الخليقة وفي التاريخ ويجدها وعلى أن يستمرَّ في التعبير عن حيوية الروح في تشكيل المادة وتحويلها. لكن ثمار البحث والفن لا تنضج بالصدفة وبدون تعب. وبالتالي فإن الاعتراف يعود في الوقت عينه إلى الالتزام الطويل والصبور الذي تحتاج إليه للوصول إلى مرحلة النضج. يخبرنا الكتاب المقدس عن خلق الله كـ “عمل”. لذلك نحن نُشيد ليس فقط بعمق الفكر والكتابات، أو بجمال الأعمال الفنية، وإنما أيضًا بالعمل الطويل السخي والشغوف، من أجل إغناء التراث الإنساني والروحي الهائل الذي يجب مشاركته. إنها خدمة لا تقدر بثمن من أجل إعلاء روح الشخص البشري وكرامته، ونوعية العلاقات في الجماعة البشري وخصوبة رسالة الكنيسة.
أضاف الحبر الأعظم يقول تُمنح هذه الجائزة باسم سلفي. لذلك فهي فرصة لي، ومعكم، لنوجّه إليه مرة أخرى فكرنا المحب والممتن. لبضعة أشهر خلت رفعنا الشكر للرب معه بمناسبة الذكرى السبعين لسيامته الكهنوتية. ونشعر أنه يرافقنا بالصلاة، محدقًا نظره باستمرار نحو أفق الله. واليوم نشكره بشكل خاص لأنه كان أيضًا مثالًا لنا في التفاني الشغوف للدراسة والبحث والتواصل الكتابي والشفهي؛ ولأنه جمع على الدوام بحثه الثقافي بشكل كامل ومتناغم مع إيمانه وخدمته للكنيسة.
تابع البابا فرنسيس يقول لا ننسينَّ أبدًا أن بندكتس السادس عشر قد استمر في الدراسة والكتابة حتى نهاية حبريته. منذ حوالي عشر سنوات، بينما كان يقوم بمسؤوليات حبريّته، كان منشغلاً بإكمال ثلاثية حول يسوع، وبالتالي ترك لنا شهادة شخصية فريدة من نوعها عن بحثه المستمر عن وجه الرب. إنه أهم بحث على الإطلاق، تابعه بعد ذلك في الصلاة. ونحن نشعر بأنّه يلهمنا ويشجّعنا، ونؤكد له صلاتنا. كما نعلم، إن كلمات رسالة القديس يوحنا الثالثة: “Coopatores veritatis” هي الشعار الذي اختاره عندما أصبح رئيس أساقفة ميونيخ. إنه تعبّر عن الخط الذي قاد مختلف مراحل حياته بأكملها، من الدراسة إلى التدريس الأكاديمي، إلى الخدمة الأسقفية، وخدمة عقيدة الإيمان – التي دعا إليها القديس يوحنا بولس الثاني لأربعين سنة خلت – وصولاً إلى البابوية، التي تميزت بتعليم منير وحب لا ينضب للحقيقة. وبالتالي، فإن Cooperatores Veritatis هو أيضًا الشعار الذي يبرز في الشهادة التي تُمنح للفائزين، لكي تستمر في إلهام التزامهم. إنها كلمات يمكن لكل فرد منا ويجب عليه أن يستلهم منها في نشاطه وفي حياته، وبالتالي أتركها لكم جميعًا، أيها الأصدقاء الأعزاء، كأمنية مع فيض بركتي الرسوليّة.