نورسات الاردن
غداة الزيارة التي قام بها البابا فرنسيس إلى أسيزي يوم الجمعة ولقائه بالفقراء، ولمناسبة الاحتفال باليوم العالمي للفقراء هذا الأحد أجرى موقع فاتيكان نيوز الإلكتروني مقابلة مع نائبة رئيس الجامعة الكاثوليكية في إيطاليا السيدة أنطونيلا شارّونيه، عبرت خلالها عن قلقها حيال تنامي هذه الظاهرة وسط المجتمع الإيطالي.
مما لا شك فيه أن أعداد الفقراء في إيطاليا سجلت ارتفاعا مقلقا في السنوات الأخيرة، إذ أظهر آخر تقرير صدر عن معهد الإحصاءات الإيطالي ISTAT أن الفقر المدقع في البلاد بات يعني اليوم أكثر من مليوني أسرة، فيما أظهر تقرير كاريتاس الأخير أن نسبة الفقراء المزمنين في إيطاليا ارتفعت بواقع اثنين بالمائة. وهذا الفقر بات يتخذ اليوم أشكالا متنوعة.
في حديثها لموقعنا الإلكتروني قالت السيدة شارونيه إن الفقراء المزمنين هم الأشخاص الذين يعانون من هذه الآفة لفترات طويلة نظرا لكونهم عاطلين عن العمل، وبات يضاف إليهم اليوم أولئك الذين فقدوا عملهم بشكل مفاجئ، كأصحاب المهن الحرة والحرفيين، والعاملين في القطاعات الاقتصادية التي تضررت بسبب الجائحة. وهؤلاء الأشخاص يأملون بتخطي هذا الوضع بيد أن الكثيرين منهم، لاسيما متوسطي الأعمار، يواجهون خطر الإقصاء الاجتماعي وانعدام المساواة.
في سياق حديثها عن الاحتفال، هذا الأحد، باليوم العالمي للفقراء وتعليقا على نداء البابا فرنسيس من أسيزي يوم الجمعة الداعي إلى إجراء فحص ضمير، قالت نائبة رئيس الجامعة الكاثوليكية إن مواقف البابا تلك طبعت حبريته بشكل قوي، لافتة إلى أن الحبر الأعظم يحثّ الجميع على تبني مقاربة مختلفة من أجل التصدي لآفة الفقر، وهذا الأمر يتطلب تغييرا في النموذج الاجتماعي. وأضافت أن البابا قدم العديد من العبر في هذا المجال، ضمن إطار العقيدة الاجتماعية للكنيسة الكاثوليكية، خصوصا من وجهة النظر الاقتصادية والمالية.
وأكدت السيدة شارونيه في ختام حديثها لموقع فاتيكان نيوز الإلكتروني أن الفقر هو جزئيا نتيجةٌ لمنظومة اقتصادية ومالية غير قادرة على تلبية احتياجات شريحة كبيرة من المجتمع. ولفتت إلى أن هذا الأمر يشكل تحديا لا بد من مواجهته ويمر بالضرورة عبر آليات أكثر اشتمالا.