نورسات الاردن :د.جلال فاخوري
التماهي التاريخي بين قول الرب لشاوول إنهض (وقوله للأم العذاراء ستحبلين وتلدين إبناً يُدعى ابن الله)، فماذا يعني هذا التماهي الإلهي التاريخي الوجودي؟ إنّ لله شأن في الحياة يختلف عن المفهوم البشري للحياة، إنه وعد الله في الكون أن يكون السيد المسيح سيداً للحياة، ويكون شاوول (بولس) رسولاً للعالم.
وبين الرسالتين نهوض شاوول وميلاد الرب رابط التِحَامِيْ كَونِي هو السيد المسيح، أي أنّ السيد المسيح بأزليته صنع الرسالة للكون على لسان بولس القائم بعد انطفاء النور في عينيه. وانفتاح عيني بولس بمشيئة إلهية، وبشارة المسيح وولادته بمشيئة أيضاً، يعني وحدة الكون التي لا تتجزأ، حيث الكون لا يُجزأ بنهوض شاوول وانفتاح عينيه وبشارة السيدة العذراء بميلاد المسيح، فذلك يعني أنّ صانع هذه الأحداث هو واحد في الأزل، وهو تعزيز وإتمام لوحدة الأقانيم الثلاثة الآب والإبن والروح القدس، فأعاجيب المسيح خُلقت قبل الأحداث التي وقعت، فكلا الحادثين يكمل ما نقص من الآخر.
فقيامة بولس بعد سقوطه يعني قيامة المسيحية على يدي بولس، وبشارة الميلاد يعني بدء تنفيذ عملية الميلاد، وكلاهما مشيئة إلهية غير منفصلة عن الآخر إذ يعني وحدة المسيحية فلسفياً غير متجزأة، وأنَّ فكرة المسيحية منذ نهوض المسيح في عقل بولس ونهوض المسيح في عقل العذراء هي فكرة واحدة، وإن اختلف التاريخ، وأنّ دخول السيدة العذراء إلى الهيكل هو تجلٍ للمسيح قبل الميلاد.