نورسات الاردن
سلسلة تأملات في القداس الإلهي
التأمل الثاني
بعد ختم الكيرون أو الرخصة يدخل الكاهن الهيكل ويقبل الانجيل والمائدة المقدسة ويستعد للبس حلته الكهنوتية .
يبدأ بلبس القميص الداخلي ويسمى الاستخارة ويقول على لبسها الآية من أشعيا 61 : 10 فَرَحًا أَفْرَحُ بِالرَّبِّ. تَبْتَهِجُ نَفْسِي بِإِلهِي، لأَنَّهُ قَدْ أَلْبَسَنِي ثِيَابَ الْخَلاَصِ. كَسَانِي رِدَاءَ الْبِرِّ، مِثْلَ عَرِيسٍ يَتَزَيَّنُ بِعِمَامَةٍ، وَمِثْلَ عَرُوسٍ تَتَزَيَّنُ بِحُلِيِّهَا.
إنه فرح السماء وليس الأرض فالخدمة المزمع أن يقيمها الكاهن هي خدمة ملائكية سماوية وليست أرضية وكأنه يردد مع الرسول بولس ويقول : افرحوا في الرب كل حين .
ثم يبارك البطرشيل لباس العنق الذي يتدلى حتى ذيل القميص الداخلي ويردد الآية التالية على لبسه
مبارك الله الذي يسكب نعمته على كهنته مثل الدهن الطيب على الرأس النازل على اللحية لحية هرون النازل إلى أطراف ثيابه مزمور 133 : 2
وعلى لبس زنار الوسط بعد أن يباركه يقول :
مبارك الله الذي يمنطقني بالقوة ويجعلني في طريقه كاملا مزمور 18 : 32
ثم يلبس الكم الأيمن ويباركه ويلبسه قائلا من سفر الخروج 15
6 يَمِينُكَ يَا رَبُّ مُعْتَزَّةٌ بِالْقُدْرَةِ. يَمِينُكَ يَا رَبُّ تُحَطِّمُ الْعَدُوَّ.
7 وَبِكَثْرَةِ عَظَمَتِكَ تَهْدِمُ مُقَاوِمِيكَ. تُرْسِلُ سَخَطَكَ فَيَأْكُلُهُمْ كَالْقَشِّ،
وعلى لبس الكم الأيسر بعد أن يباركه يقول الآية
يَدَاكَ صَنَعَتَانِي وَأَنْشَأَتَانِي. فَهِّمْنِي فَأَتَعَلَّمَ وَصَايَاكَ. مزمور 119 : 37
وعلى لبس الإفلونية أو الراداء الخارجي يقول :
كَهَنَتُكَ أَيُّهَا الرَّبُّ الإِلهُ يَلْبِسُونَ الْخَلاَصَ، وَأَتْقِيَاؤُكَ يَبْتَهِجُونَ بِالْخَيْرِ.
2 أخبار الأيام 6 : 41
وهنا ينتهي لبس الكاهن وكأنه يلبس كلمة الله كلها ويسير بموجبها إنه الآن قد لبس لباس الخدمة البهيج متغربا عن العالم فهو في تلك اللحظات ليس الكاهن الشخص الذي نعرفه خارج الخدمة يزورنا ويتفقدنا بل هو الآن لابس لكلمة الرب التي تشدده للقيام بخدمة تشتهيها الملائكة ولا تستطيع تتميمها لأن الخلاص بالصليب تم للبشر وليس للملائكة .
الكاهن الآن هو شخص آخر قد هيأ نفسه للخدمة بعد طلب إذن الرب بواسطة الكيرون كما أسلفنا .
وفي تلك اللحظات يشعر الكاهن الورع بالرهبة والخوف متأملا في نفسه ماذا سيفعل الآن . إنها رتبة سماوية سيقوم بها على الأرض وتجارب الآباء القديسين تخبرنا أن الملائكة القديسين في تلك اللحظة يحيطون بالمذبح مسبحين جلال الخالق الذي أعطى البشر تتميم سر الفداء العظيم جليا أمام المؤمنين .
وهنا أقول يا ليت كهنتنا يشعرون فعليا بهذا الشعور العظيم الفرح والخوف معا ويتأملون ما سيتم على أيديهم بعد قليل وكيف بواسطة صلواتهم يتقدس الشعب وذلك في كل قداس إلهي .
ويا ليت المؤمنين ينتبهون لهذا الأمر فلا يشوشوا على الكاهن تلك اللحظات وهو يستعد للخدمة واقفا أمام المذبح الطاهر
آمين