نورسات الاردن /د. باسمة السمعان
عندما نعدد صفات الطبيعة البشرية على انواعها واختلافها من شخص الى اخر مثل المحبة ، الرحمة ، العدل ، المساواة ، الاخوة ، والايثار المصالحة ، المسامحة ..الخ
عندما نقول حياة طبيعية ، سياسية ، اقتصادية ، اجتماعية ، دينية …
انا هنا لست بصدد البحث بالطبيعة البشرية لكن بصدد مقارنتها بالطبيعة الروحية الدينية وكيف نصل للتوازن ؟
عندما نقرأ في الكتاب المقدس أن نحب اعداءنا ونبارك لاعينينا ، نحسن لمبغضينا ونصلي لأجل الذين يسيئون لنا ، فكيف السبيل ؟
فهل الانسان يلاحظ أن ما يقوله يتناقض مع ما يفعله ؟
التناقض بحياتنا موجود لأننا بشر ولسنا جميعنا قديسين مع أن المطلوب منا جميعا ان نصل لمرحلة القداسة ، والقداسة ممكنة ، لكن الطبيعة البشرية احيانا تكون أقوى منا وهذه هي حجة الانسان لكي يغلب هذا التناقض ، ويعمل على ردم الفجوة مابين التوقعات وبين الاقوال والافعال .
الاديان جاءت بالقيم والفضاءل من أجل البشر لاصلاحهم وليس للانبياء والرسل فقط.
ان سر الحياة في الاختلاف ، التفاوت ما بين ما جاءت به الأديان والطبيعة البشرية ، لا تستطيع الأديان ان تهزم الطبيعة البشرية ، ولا تستطيع الطبيعة البشرية ان تلغي الاديان .
الانسان عليه أن يقلل من الغلواء والحلول النهائية ، الحياة ليست خطا مستقيما ، الحياة ليست ضفتي نهر واحد صالح والاخر سيء .
التناقضات ضمان لجريان الحياة فلا نخاف ، مثل التيار الكهربائي الذي لا يمكن ان ينتج طاقة من دون فرق في الجهد ، فالتيار الكهربائي كامن في الطبيعة ، لكن فرق الجهد هو الذي يخرجه من حالة الكمون الى الوجود وكذلك تفعل التناقضات في الحياة بالنسبة للانسان .
الله فينا ومعنا ما دمنا نؤمن بذلك ، فلا خوف علينا من اي تناقض يمر بسماء حياتنا لنجعل ثقتنا به دائما فمهما تغير فرق الجهد ، الحياة مع الله تبقى مستمرة .
داءما اطلبوا نعمة التسامح مع أنفسكم ، فهي خلاصكم .