نورسات الاردن
“من المهم أن توضع خبراتكم أيضًا في متناول السياسة الجيدة، لكي تساعد الذين لديهم مسؤوليات حكومية على المستوى المحلي والوطني والدولي على اتخاذ خيارات تعرف دائمًا كيف تجمع بين الواقعية السليمة واحترام كرامة الأشخاص” هذا ما قاله قداسة البابا فرنسيس في كلمته إلى منظمي مهرجان “Giàvera del Montello”
استقبل قداسة البابا فرنسيس صباح السبت منظّمي مهرجان ما بين الثقافات لـ “Giàvera del Montello” وللمناسبة وجّه الأب الأقدس كلمة رحّب بها بضيوفه وقال إنه لأمر جميل ومهم أن يكون مهرجانكم قد ولد ويولد مجدّدًا على الدوام من خبرة التعايش، من أيام، وأشهر، وسنوات من المشاركة مع المهاجرين، بقصصهم ومشاكلهم ولاسيما بما يحملونه معهم من الإنسانية والتقاليد والثقافة والإيمان…
تابع الأب الأقدس يقول تولد مبادرتكم من رغبتكم بتعريف الآخرين بالخبرة المعاشة، وجعلها تنتشر في النسيج الاجتماعي، من أجل المساهمة في نشر ثقافة الاستقبال، التي نحن بأمسِّ الحاجة إليها! لأن واقع الهجرة في عصرنا قد اتخذ سمات قد تكون مخيفة في بعض الأحيان. من الناحية الموضوعية، هذه الظاهرة معقدة جدًّا، وللأسف هناك مجموعات إجرامية تستغلها؛ فيواجه المهاجرون خطر التعرض للاستغلال حتى داخل النزاعات الجيوسياسية. فيكفون عن كونهم أشخاصًا ليصبحوا مجرّد أرقام. لذلك، هناك حاجة أكثر من أي وقت مضى إلى أماكن توضع فيها في المحور وجوه المهاجرين وقصصهم وأناشيدهم وصلواتهم وفنّهم.
أضاف الحبر الأعظم يقول هذا الأسلوب في رؤية واقع الهجرة لا يعني إخفاء أو تجاهل الصعوبات والمشاكل. من يعرفهم أفضل منكم ويمكنه أن يشهد عليها؟ وبالتالي، من المهم أن توضع خبراتكم أيضًا في متناول السياسة الجيدة، لكي تساعد الذين لديهم مسؤوليات حكومية على المستوى المحلي والوطني والدولي على اتخاذ خيارات تعرف دائمًا كيف تجمع بين الواقعية السليمة واحترام كرامة الأشخاص. أيها الأصدقاء الأعزاء، أشكر الرب معكم على المسيرة التي منحكم أن تقوموا بها خلال هذه السنوات من خلال خبرة المهرجان. أتمنى لكم أن تسيروا قدما بروح متجدّد على الدوام. وأقترح عليكم أن تتخذوا مثالاً لكم إبراهيم الذي دعاه الله لينطلق وبقي على الدوام مهاجرًا طوال حياته. إنَّ إبراهيم هو “أب” نتشاركه كمسيحيين مع اليهود والمسلمين، لكنه شخصية يمكن أن يرى أنفسهم فيها جميع الرجال والنساء الذين يرون الحياة كرحلة بحث عن أرض الميعاد، أرض الحرية والسلام، حيث نعيش معا كأخوة.
وخلص البابا فرنسيس إلى القول أشكركم على زيارتكم؛ ليبارككم الرب ولتحفظكم العذراء مريم ومن فضلكم لا تنسوا أن تصلّوا من أجلي.