نورسات الاردن
تختار اليونسكو، كل عامين، إحياء ذكرى الشخصيات التي تألَّقت في العالم، كل على طريقتها الخاصة وعزّزت القيم الإنسانية في خدمة السلام. وبناءً على اقتراح مزار ليزيو، اختارت فرنسا، بدعم من بلجيكا وإيطاليا، تقديم شخصية القديسة تيريزيا الطفل يسوع، التي ولدت عام ١٨٧٣ وتوفيت عام ١٨٩٧، والتي طبعت كتاباتها الحياة الروحية لملايين من الأشخاص حول العالم.
اليونسكو تسلِّط الضوء على القديسة تيريزيا الطفل يسوع. لقد تمَّ اختيار قديسة ليزيو، التي ينتشر إشعاعها الروحي في جميع أنحاء العالم، من بين الشخصيات التي سيتم الاحتفال بها على مدار العامين المقبلين من قبل منظمة الأمم المتحدة للثقافة ومقرها باريس. وقد اقترحت فرنسا، بمبادرة من مزار ليزيو، القديسة تيريزيا الطفل يسوع، التي سيتم الاحتفال في عام ٢٠٢٣ بالذكرى السنوية الخمسين بعد المائة لولادتها؛ كما قدمت باريس أيضًا غوستاف إيفل، الذي توفي عام ١٩٢٣.
ونقرأ في العرض الذي تم تقديمه في شهر آذار مارس الماضي أمام اللجنة التنفيذية التابعة لليونسكو إن تريزيا الطفل يسوع هي راهبة توفيت عن عمر يناهز ٢٤ عامًا، وهي معروفة بشكل خاص لكتاباتها التي انتشرت بعد وفاتها، ومن بينها سيرتها الذاتية “قصة نفس”. وسيساهم هذا الاحتفال في تقديم المزيد من الرؤية والعدالة للنساء اللائي عزّزن، من خلال أفعالهن، قيم السلام. وبالنسبة للمنظمة، “نظرًا لشهرة القديسة تيريزيا الطفل يسوع في الجماعة الكاثوليكية، يمكن للاحتفال بالذكرى السنوية الخمسين بعد المائة لولادتها أن تُشكِّل فرصة لتسليط الضوء على دور المرأة داخل الأديان في مكافحة الفقر وتعزيز الإدماج، بما يتماشى مع أهداف التنمية المستدامة”، وتتابع منظمة اليونسكو، والتي يمكن لشخصية القديسة أن تعزز رسالتها “حول أهمية الثقافة (القصائد والمسرحيات التي كتبتها القديسة تريزيا) في تعزيز القيم العالمية وكوسيط للحوار بين الأديان”.
وفي هذا السياق قال الأب أوليفييه روفراي رئيس دير ليزيو في فرنسا: “إن اعتراف اليونسكو بالقديسة تيريزيا الطفل يسوع بناءً على اقتراح من فرنسا يفتح آفاقًا جديدة لنشر رسالتها، رسالة الحياة والسلام والحب إلى “الجزر النائية” كما كانت تريزيا تقول، ووصولاً إلى “الضواحي” بحسب تعبير البابا فرنسيس. من جانبه أكّد الأب تييري هينولت موريل، رئيس مزار لويس وزيلي مارتن في ألونسون إنَّ تريزيا الطفل يسوع، المعروفة في جميع أنحاء العالم، بفضل أعمالها وشهادتها، تساهم في تعزيز القيم العالمية. ومن خلال نوعيّة وعمق حياتها، هي تتحدث لغة تتجاوز الحدود، لغة الحب.