نورسات الاردن
إن عادة تزيين شجرة لعيد الميلاد هي ليست ببساطة عادة اقتبسناها من الغرب، ولسنا بحاجة أن نستبدلها بعادة أكثر ارثوذكسيةً واستقامةً.
أولاً انها مرتبطة بنبوءة اشعياء:
“وَيَخْرُجُ قَضِيبٌ مِنْ جِذْعِ يَسَّى وَيَنْبُتُ غُصْنٌ مِنْ أُصُولِهِ” (اش 1:11).
لقد خطرت هذه النبوءة في ذهن القديس كوزما الشاعر عندما كتب عن المسيح أنه النبتة التي أينعت من جذع العذراء التي من أصل يَسّى.
الجذع هو يَسّى والد النبي داود، والغصن هو داود النبي، والزهرة التي خرجت من الغصن والجذع هي والدة الإله.
أما الثمرة التي أزهرت من العذراء والدة الإله هي المسيح.
إن الكتاب المقدس يقدّم لنا هذا بشكل رائع.
تالياً فشجرة عيد الميلاد تذكرنا بشجرة نسل المسيح كإنسان، الذي هو محبة الله، بل أيضاً بتنقية أجداد المسيح المتوالية.
على رأسها النجمة التي هي المسيح الإله والإنسان معاً.
وهي أيضاً نجمة الميلاد التي ظهرت في السماء وكانت مرشداً للمجوس.
أما تزيين شجرة الميلاد بالأضواء فهذا لأن المولود هو نور العالم.
وكل ما يوضع علي الشجرة من ديكورات وأشكال مبهرة فهي ترمز للهدايا التي قدمها المجوس للعذراء.
كذلك الأشكال المختلفة للملائكة توضع علي الشجرة للدلالة على فرح السماء وترتيل الملائكة المجد لله في العلى وعلى الارض السلام وفي الناس المسرة هاليلويا.
ولاننسى وضع مجسم للمغارة تحت الشجرة ونضع حولها هدايا عيد الميلاد لبعضنا البعض.
أنه عيد الفرحة والحب والسلام والأخوة للعالم كله.
لذلك تستعد الشعوب المسيحية بتزيين شوارع وميادين المدن بالأضواء المبهرة فرحاً وفخراً بمجئ وميلاد نور العالم له المجد.
ثانياً، تذكرنا شجرة عيد الميلاد بشجرة المعرفة وبعود الحياة بشكل خاص.
إنها تُسطّر بشكل واضح الحقيقة أن المسيح هو عود وشجرة الحياة واننا لا يمكننا العيش ولا أن نحقق قصد وجودنا من دون أن نتذوق هذه الشجرة “الواهبة الحياة”.
لا يمكننا إذاً أن نفهم عيد الميلاد خارج نطاق المناولة الإلهية.
وبالتأكيد، إن المناولة الإلهية هي ليست ممكنة للتأليه بالمسيح من دون التغلب على الأهواء والشياطين عندما نواجه التجارب بالنسبة إلى شجرة معرفة الخير والشر.
اننا نبتهج ونعيد لأن “شجرة الحياة قد أزهرت من البتول في المغارة”.
كتاب “اعياد الرب: مقدمة الى الأعياد السيدية والخريستولوجية الأرثوذكسية”
🕊للمتروبوليت ايروثيوس فلاخوس اسقف نافباكتوس🕊
🎄واحد هو الإيمان وواحدة هي كنيسة المسيح المقدسة🎄