نورسات الاردن
سلسلة تأملات في القداس الإلهي
التأمل الثاني عشر
بدء القداس مباركة مملكة الآب والابن والروح القدس حمل الكاهن المؤمنين بالروح مُدخلا إياهم إلى المملكة السماوية لمعاينة المجد الإلهي وصلى الطلبات السلامية وهي بالمناسبة شاملة وافيه وأعلن جهارا بأن إلهنا الحي ينبغي له كل مجد وإكرام وسجود .
يصدح المرتلون والخورس بالتضرع التالي :
بشفاعات والدة الإله يا مخلص خلصنا
هنا يعرف كل المؤمنين أهمية الصلاة بعضنا لبعض لقد رفع الكاهن صلواتهم مباشرة نحو مملكة الثالوث القدوس لكنهم يطلبون صلوات والدة الإله لعلمهم أن الرب الذي وضع الوصية الرابعة أكرم أباك وأمك لن يبخل على تضرع والدته بالجسد لأجل المؤمنين والمؤمنون يوقنون جيدا أن العذراء والدة الإله هي أم للمؤمنين جميعا من اللحظة التي نطق السيد للرسول يوحنا الحبيب هو ذا أمك قد صارت أما للكنيسة كلها كهنة وشعبا لهذا فهم يهتفون بحب وفرح نحو السيدة لتشفع من أجلهم ومن أجل طلباتهم .
فجدير بالمؤمنين أن تصدح أصواتهم مع أصوات المرتلين في طلب معونة والدة الإله لتُسرع لمعونتهم .
هذه اللحظات لا تحتمل سرحان المؤمن بالهموم العالمية أو بغفوتهم في القداس بل تحتاج ليقظة القلب والعقل ليكونوا في حالة الصلاة بنفس واحدة وقلب واحد في الطلب والتضرع .
وهنا يجدر الانتباه حين نقول بمشاركة المؤمنين الترتيل مع الخورس أن لا يطغى صوت المرتل أعلى من صوت الخورس لئلا تحدث الفوضى فالفوضى تجلب الضوضاء ويضيع الاحتشام ويكثر النشاز وهذا بعكس تعليم الرسول بولس أن تكون كل الأمور بلياقة وترتيب فإلهنا هو إله ترتيب وليس إله فوضى فيليق بنا المشاركة ولكن بترتيب وصوت خافت ليكون الاندماج في القداس شاملا الجميع