نورسات الاردن
سلسلة تأملات في القداس الإلهي
الجزء الثالث عشر
الاندفونة الثانية
كلمة انديفونة هي كلمة يونانية تعني تراتيل يتم ترتيلها بالتناوب بين الخورسين .
قلنا في الحلقات السابقة أن بدء القداس يتم بالدخول إلى مملكة الآب والابن والروح القدس وقد خاطبنا الله الآب وطلبنا منه الطلبات السلامية الكبرى متضمنة صلوات والدة الإله مع صلواتنا .
في الاندفونة الثانية نبدأ بمخاطبة الابن طالبين منه خلاص نفوسنا فالخلاص فقط بيسوع المسيح أقنوم الكلمة المتجسد من أجلنا بقولنا :
خلصنا يا ابن الله يا من قام من بين الأموات نحن المرتلين لك هليلويا
وتختلف قليلا لو كان القداس في يوم غير الأحد وفي الأعياد الخاصة بالسيد لكن كلها تطلب الخلاص من المخلص له المجد .
وهنا يجب أن نعرف ما هو الخلاص أرثوذوكسيا .
فالخلاص هو الاتحاد بالله
وعلينا هنا الانتباه لقضية خطيرة جدا
فالحصول على الخلاص يتضمن جهادا روحيا عميقا وهذا الجهاد يتضمن الصوم والصلاة والتضرع والسهر والقراءات المقدسة وممارسة أسرار الكنيسة خصوصا سر الاعتراف والتوبة والاشتراك في الأسرار المقدسة وسر الزيت المقدس وأعمال الرحمة وقد يتضمن الحصول على الخلاص أي الاتحاد بالله مسيرة الحياة كلها بقدر ما نستطيع وبالطبع هنا نحتاج القوة الإلهية وصلوات والدة الإله والقديسين لكي نتمتع بتلك القوة التي توحدنا بالله وبالتالي نيل خلاص نفوسنا .
وهذا يجعلنا ننتبه كمؤمنين من تعاليم الخلاص الكاذب الذي ينادون به أنك تحصل على الخلاص لحظيا بمجرد طلبه .
ونحن نقول لو حصلنا على الخلاص لحظيا فلماذا الصلاة والصوم والأعمال الصالحة ؟ لقد حصلنا على هبة الله وانتهى الأمر .
فلننتبه أحبائي لهذا الأمر حتى لا يذهب إيماننا وأعمالنا في لحظة أدراج الرياح ونخسر الحياة الوقتية والعتيدة .
نكمل في الجزء القادم