نورسات الاردن
إختتم بطريرك السّريان الكاثوليك مار إغناطيوس يوسف الثّالث يونان زيارته إلى أبرشيّة نصّيبين والحسكة بسلسلة جولات قام بها يوم الخميس، فتوقّف في كنيسة العائلة المقدّسة للأرمن الكاثوليك في الحسكة حيث رفع صلاة الشّكر وأكّد على الوحدة مع الكنيسة الأرمنيّة الكاثوليكيّة، قائلاً: “نعم نحن كنيسة واحدة بالمسيح الرّبّ يسوع مخلّصنا الّذي علّمنا قائلاً: بهذا يعلم العالم أنّكم تلاميذي إن كان فيكم حبّ بعضكم لبعض. فعلاً تعدّدت كنائسنا، وقد تختلف آراؤنا بالموضوع السّياسيّ الّذي نمرّ فيه، ولكنّنا نبقى واحدًا بالرّبّ يسوع.
نحترم رأي الآخر، ونعمل جهدنا كي نتكاتف لبناء هذا الوطن المحبوب سوريا الحضاريّة على أسس مدنيّة ديمقراطيّة صحيحة، حيث لا أكثريّة ولا أقلّيّة، ولكنّ الجميع متساوون بالواجبات كما بالحقوق”.
ثمّ انتقل إلى مدافن الرّاقدين في مدينة الحسكة حيث صلّى من أجل رحمة جميع الرّاقدين من أبناء الكنيسة السّريانيّة الكاثوليكيّة والكنائس الشّقيقة، سائلاً الله أن يسكنهم في ملكوته السّماويّ، ويعزّي قلوب أهلهم وذويهم.
هذا زار يونان دير السّيّدة العذراء مريم في تلّ ورديّات- الحسكة وأقام في كنيسته خدمة العذراء وصلاة السّهرانيّة طالبًا شفاعة مريمي العذراء من أجل إحلال السّلام والأمان في سوريا، وخاصّةً في منطقة الجزيرة. وعبّر عن مشاركة المؤمنين آلامهم وأحزانهم بعد نكبتهم، حاثًّا إيّاهم على عدم الخوف مهما حلّ بهم من مكروه وضيقات واضطهاد ونكبات، “فنحن سنبقى شعب الرّجاء”.
ثمّ التقى البطريرك يونان المؤمنين ومنحهم بركته، واستقبل بعدها وفدًا من كنيسة المشرق الآشوريّة جاء ليشارك في استقباله.
هذا وتخلّلت الخميس زيارة إلى كاتدرائيّة مار يعقوب النّصّيبيني في القامشلي للسّريان الأرثوذكس، حيث ترأّس بعد الاستقبال صلاة المساء بحسب الطّقس السّريانيّ الأنطاكيّ، ثمّ توجّها بكلمة أكّد فيها على وقوف الكنيسة بجانب أبنائها فقال بحسب إعلام البطريركيّة: “نحن معكم، أيّها الأحبّاء، في هذا الوقت العصيب جدًّا، وقد شهدنا خلال أسفارنا وزياراتنا كم تعاني هذه المنطقة من التّمزّق والتّفتّت. إنّنا نحنّ إلى يومٍ يجتمع فيه الجميع بوحدة المحبّة الحقيقيّة، بالتّفاهم وبقبول واحدنا الآخر، والسّعي جميعًا كي نبني بلدًا حضاريًّا مدنيًّا هو سوريا الّتي عليها أن تكون وطنًا للجميع”.وتضرّع “إلى الرّبّ يسوع الطّفل الإلهيّ المولود في مذود بيت لحم، بشفاعة أمّه وأمّنا العذراء مريم، أن يحميهم دائمًا، وكذلك بشفاعة مار يعقوب النّصّيبيني شفيع هذه الكاتدرائيّة، وجميع القدّيسين والشّهداء، وأن يحلّ أمنه وسلامه في بلدان الشّرق الأوسط المعذَّب، لاسيّما في سوريا الحبيبة، وبخاصّة في منطقة الجزيرة الغالية هذه، فتعود إلى تألّقها وازدهارها”.في الختام، استمع البطريرك يونان إلى بعض المعزوفات الميلاديّة أدّاها الكشّاف السّريانيّ في القامشلي، لينتقل بعدها إلى صالون الكاتدرائيّة، حيث التقى المؤمنين ومنحهم البركة