درس من “الناصرة” فرح عظيم يكون لجميع الشعب

نورسات الاردن / بقلم الاب نبيل حداد

شجرة عيد، وأمطار وألحان ميلادية وأدعية.. الخلفية فرح بالعيد وبهجة وأنوار.
هكذا كان مشهد “الناصرة” الكلية العريقة التي أصرت رئيستها النشيطة أن يكون معهدها على موعد مع فرح ميلادي، تجلت فيه صورة وئام أردني رسمته الكلية وأعاد استحضار حقبات من الإنجاز، تشهد له جنباتها التي تتردد فيها أصداء صوت يحملن رسالة الأنبياء ويعلّمن الحرف للأجيال.
هكذا ظلّت “الناصرة” بحقّ منبتاً للعلم والفضيلة وصرحاً تربوياً متميّزاً ووطنيّاً لا يقف الا مع الوطن، فكان يقدم بين يدي الوطن كلّ عام دفعة من النشميات من بنات الأردنيين والأردنيات.
هذا ما تتلوه صفحات تاريخ “الناصرة” وما ترسمه تلك الصور التي تزيّن ردهاتها وممراتها وصفوفَها، لتحكي كيف واكبت الوطن في بداياته، وأسهمت ب 72 عاماً في مئويته الأولى.

حكاية “الناصرة” الكلية، تتلوها بفخر تلك البراويز التي تحتضن بإكبار ذكريات الكبار. ومنها تلك التي يظهر فيها الحسين العظيم وبجانبه “العساف” الأسقف الدمشقي مشيّد الصرح- وهو المطران الذي بمهابة العظام وببساطة القديسين حمل الأسقفية رسالة لا لقباً أومنصباً بل حبّاً للكنيسة وللوطن. وترجمه إنجازا وبناء وانتماء أميناً فكان معيارا سامياً ومثالا جميلا في الأسقفية، يصغر أمامه كثيرون ويتضاءلون عند المقارنة. لهذا سارع أحد المعلمين مساء أمس فجاء يدفعه الفخر بالانتماء الى الكلية حاملا بروازأ ليعرضه أمام راعي الحفل معالي الدكتور وجيه عويس وزير التربية والتعليم والتعليم العالي والبحث العلمي.

جاء رشيقاً متقَناً حفل إضاءة شجرة الميلاد الذي هيأت له الأخت الراهبة الفاضلة رئيسة الكلية وهيئة الادارة والمعلمون والمعلمات والطالبات وبأسهام طيب من الأب مودي هنديلة المرشد الروحي وراعي كنيسة جبل الحسين، وسط فرح جمعي وعفوي ورصين، في أفياء المناسبة ومع أنوار حملتها شجرة الميلاد 2021، فيها اجتمع الأخوة معا وتحلّقوا حول روح المغارة وأمثولتها : سلام وتواضع وفرح وحبّ.

نغادر المبنى العريق الممتلئ عزة وعطاء ونحن نسمع همسات العتاب من حجارته عن تقصيرنا في تكريمه بالوفاء لرسالته ولأرواح من شيدوه وتعبوا فيه.. فيما يكبر الأمل بأن يتجدّد كالنسر شباب “الناصرة” وروحها مع إدارتها الجديدة
ميلاد مجيد

الناصرةنورسات الاردن