نورسات الاردن: د جلال فاخوري
أفغانستان، لبنان، اليمن، بنغلادش، إفريقيا، غزة، السودان، سوريا، أمريكا اللاتينية. هذه الدول وغيرها من جنوب شرق آسيا تعاني الفقر، بعضها بفقر شديد وبعضها بفقر متوسط، إما نتيجة الحروب وإما نتيجة الحصارات والعقوبات وبعضها بسبب الجفاف وبعضها بسبب قلة الموارد وبعضها بأسباب أخرى، والنتيجة واحدة.
ورغم أنَّ وحدة البشرية تقتضي التعاون الإنساني إلا أنّ بعض الأنظمة العالمية المتوحّشة تحجم عن التعاون بسبب طبيعة الفساد والتشوّه الذي ينتظم هذا النظام. فالنظام الرأسمالي الذي أنتج الليبرالية البغيضة قد أفرز للعالم فقير وغني مما أنبت الفَقر في مختبرات المصالح الحقيرة، وإنتاج الأساليب الجشعة ونهب الخيرات وسرقة الإنجازات، والسطو على مقدّرات الشعوب وإنتاج الفوارق بين البشر.
فذلك البلد الفقير وغيره المريض وغير القادر على التنمية والجاهل والطبقي والعنصري والمستقل غير التابع، والتابع والمعوّق اقتصادياً وزراعياً وصناعياً وسياحيا ومائياً وخلق الحروب والفتن، وما هناك من أساليب ووسائل قذرة خلّفها النظام الرأسمالي والتوّجه الليبرالي والمعطِّل عن العمل وغير المنتج والمتخلِّف وإعاقة التنمية ولعّل الكورونا التي كشفت النظام الرأسمالي حتى في عقر داره في واشطن ولندن وباريس وبروكسل وروما ومدريد وبرلين وكل عاصمة رأسمالية تشير بما لا يقبل النقاش والشك أن النظام الرأسمالي لا يريد للعالم تقّدماً. فالفقر بكافة أشكاله يتعمق والبطالة تزداد حجماً والمناخ والإحتباس الحراري يفاقم المشكلة والبيئة تفعل فعلها، فما مستقبل العالم؟ وما مصير الشعوب خلال الأعوام القادمة في ظل تغيير المناخ العالمي؟ إلى أين يسير العالم وإلى ماذا يؤول؟ وعلى ماذا يدّل كل ذلك؟ إنّ التقارير الصادرة عن المنظمات العالمية للمناخ والأمم المتحدة ومنظمات المساعدات ومنظمات الزراعة والتجارة والبنوك الدولية كلُّها يائسه وتشير إلى الشؤوم.
بعض الدول كما هي في الأردن يعاني من مياه الشرب والزارعة وسوريا كذلك بزيادة الأسعار ولبنان من قلة المال واليمن من العلاجات الحروب …ألخ. فما مصير العالم؟ هذا المقال خاص عن التقاير العالمية خلال سنة 2021، وقد ركّزت التقارير على الحرائق الأعاصير والفياضانات وحرب اليمن والأفارقة والجفاف والكورونا ونقص العلاجات والمطاعيم والجوع وموت الأطفال وزوال الغابات ونقص الغذاء الزراعي والصناعي وما إلى ذلك.