نورسات الاردن
يتزامن عيد الميلاد المجيد هذه السنة 2021 مع الاحتفال بمئوية الدولة الأردنية التي تشجع على الإنجاز والإبداع. العيد، كل عيد هو مناسبة للصلاة والتأمل وعمل الخير وصلة الرحم والمودة. ما يميز العيد هذه السنة هو المشاركة والعطاء من خلال مبادرات كثيرة زرعت الفرح في قلوب الكثيرين.
أود في هذا السياق أن أركز على مثال حي لعيش عيد الميلاد بالشكل العملي أي زيارة المحتاج وتقديم العون له. فقد قامت شبيبة مطرانية الروم الكاثوليك بطرح فكرة وهي تزين شجرة أطلقت عليها أسم “شجرة العطاء” ببطاقات، وكل بطاقة تحمل رقماً كتب عليها احتياجات لعائلة محددة مثل دواء أو مواد تموينية أو ثمن فاتورة كهرباء أو قسط طالبِ مدرسةٍ. وكان الهدف هو مساعدة مجموعة محددة من العائلات. كانت المفاجأةُ السارة هو التجاوب الكبير بعد الإعلان عن هذه الفكرة، فقد جمع الشباب المتطوعون مساعداتٍ ضعف العدد المتوقع.
والعبرة من هذه القصة الواقعية في أردن العطاء والكرم هي أن الذي يعمل من كل قلبه من أجل خدمة الآخرين ولوجه الله الكريم، يسهل له أموره، ويكمل ما ينقص ويفيض من بركاته ونعمه عليه وعلى عمله.
هذه الشجرةُ تعبر عن حب كبير من الشباب الذين اشتروا المواد الغذائية والأدوية ووزعوها ودفعوا فواتير الكهرباء والماء وهدايا للأطفال وجزءاً من اقساط المدارس. كم هو جميل أن نرى الشباب يعملون ويكرسون من وقتهم لأجل عمل الخير واغاثة المحتاج.
روحانية الميلاد هي ما قام به الشباب من كل قلوبهم خلال الأسابيع الماضية لتحقيق هذا المشروع الجميل.
الامتنان والشكر والتقدير لكل من ساعد أنساناً متألماً وبحاجةٍ للحب قبل المال. ولكل أصحاب الأيادي البيضاء تجاه الأسر المستورة من شباب وكشافة ولجنة السامري الرحيم وسيدات الأخوية ولكل فاعل خير من الرعية. في العيد كل واحد فينا هو رسالة محبة وخير وفرح لأخيه الأنسان.
في الختام، أتمنى في هذا العيد أن يحفظ الله صاحب الجلالة الملك عبد الله الثاني والعائلة الهاشمية وأن يعم السلام والوئام في أردننا الغالي والعالم العربي ولا سيما لبنان المجروح.
الأرشمندريت بسام شحاتيت
النائب الأسقفي العام للروم الكاثوليك