نورسات الاردن
لم يشأ الأب عبدو التطرق إلى تفاصيل الأبعاد السياسية للأزمة، لافتا إلى مدى تعقيد السيناريو السياسي، لكنه قال إنه من وجهة النظر المسيحية يمكن الحديث عن وجود قوى مجهولة قادرة على التسبب باليأس بين الناس.
وأضاف أن الطبقة الوسطى في لبنان لم تعد موجودة تقريبا، لافتا إلى أن العديد من العائلات فقدت مورد رزقها، ولا تستطيع الحصول على مدخراتها في المصارف. ومن لم يفقد عمله، يعاني هو أيضا بسبب ارتفاع سعر صرف الدولار الأمريكي، إذ فقدت العملة اللبنانية نسبة تسعين بالمائة من قيمتها، ولم يعد العمال قادرين على تلبية الاحتياجات الرئيسة لعائلاتهم. وهكذا أصبحت نسبة خمسة وسبعين بالمائة من العائلات تعيش دون عتبة الفقر.
وبعد أن قدم الأب عبدو صورة عن ارتفاع أسعار السلع، لاسيما اللحوم والمحروقات، وعن الأزمة التي تعاني منها المتاجر والمطاعم، أوضح أن الدولة اللبنانية تبدو عاجزة عن توفير الخدمات الأساسية للمواطنين، لاسيما الطبابة والتعليم، مشيرا إلى أن العائلات تلجأ إلى القطاع الخاص للحصول على تلك الخدمات وعليها أن تدفع بالدولار الأمريكي. وقال إنه لم يتوقع قط أن تصل الأمور عند هذا الحد، وقد تكون له انطباع بأن ثمة من يخطط لهذه الأزمة كي يحمل اللبنانيين على الهجرة، وخصوصا المسيحيين. في ختام حديثه لموقعنا قال الأب ريمون عبدو إن المدارس التي يديرها الآباء الكرمليون لم تسلم من الأزمة، لكنه أكد أن الكرمليين يجهدون من أجل تقديم ما لديهم للناس، أي إيمانهم ومحبتهم حيال الشعب اللبناني.