نورسات الاردن
“نبدأ العام الجديد من خلال تسليمه إلى مريم، أمّ الله.”. هذا ما قاله البابا فرنسيس في اليوم الأوّل من العام الجديد، في ساحة القديس بطرس، عند تلاوة صلاة التبشير الملائكي. ودعا إلى التوقّف أمام صورة مريم “كأمّ حنونة ومحبّة، تضع طفلها في المذود”.
وقال: “عندما وضعت مريم ابنها أمام أعيننا، من دون التفوّه بكلمة، نقلت إلينا رسالة عظيمة” الله قريب، إنه إلى جانبنا. هو لا يأتي بقوّة من يريد أن يخيف الآخرين، بل بهشاشة من يريد أن يكون محبوبًا؛ هو لا يحكم علينا من العرش، بل ينظر إلينا كأخ، وحتى كابن. الله يولد فقيرًا في مذود، يولد “صغيرًا ومحتاجًا” حتى لا يخجل أحد من نفسه بعد الآن. إنّ الأمر أشبه باختبار ضعفنا وهشاشتنا فنشعر عندئذٍ بأنّ الله هو بالقرب منا”.
تشجيع حنون
يبدأ العام الجديد مع الله الذي، بين ذراعي أمّه وهو موضوع في مذود، يشجّعنا بحنان. نحن بحاجة إلى هذا التشجيع، أمام التحديات العديدة التي تعترضنا اليوم. يوجد العديد ممّن يخافون من المستقبل وهم مكبَّلون بالمواقف الاجتماعية والمشاكل الشخصية ومخاطر الأزمة البيئية والظلم والاختلالات الاقتصادية الكوكبية، مشددًا على أنه عندما ننظر إلى مريم التي تحمل ابنها بين ذراعيها، يفكّر بالأمّهات الشابات وأولادهنّ الّذين هربوا من الحروب والمجاعة أو ينتظرون في مخيّمات اللاجئين”.
وعندما نتأمّل بمريم تضع ابنها في المذود، جاعلةً منه متاحًا أمام الجميع، نتذكّر بأنّ العالم يتغيّر وبأنّ حياة الإنسان لا تتبدّل إن لم نكن جاهزين للآخرين، من دون أن ننتظر منهم المبادرة”.
سلام نبنيه
ذكّر الأب الأقدس بأنّ الأوّل من كانون الثاني هو يوم عالميّ للسلام وهو في الوقت نفسه نعمة من العُلى وثمرة التزام مشترَك. فسّر البابا بأنه لا يمكننا أن نبني السلام بحقّ إن لم نشعر به في قلبنا وحصلنا عليه من أمير السلام. سلام يتطلّب التزام كلّ واحد، يتمّ بناؤه “بانتباه تجاه أصغر الصغار، مع تعزيز العدالة، والتحلّي بشجاعة الغفران الذي يخمد نار الكراهية”.
وختم البابا: “لا مكان للتذمّر، بل شمّروا عن سواعدكم لبناء السلام” متمنيًا أن ننال بشفاعة أمّ الله، ملكة السلام، الوئام في قلوبنا والعالم أجمع مع بداية هذا العام”.