نورسات الاردن
كان موضوع رسالة البابا فرنسيس لمناسبة اليوم العالمي الخامس والخمسين للسلام، “الحوار بين الأجيال، التربية والعمل: أدوات لبناء سلام دائم”، محور رسالة وجهها إلى البابا فرنسيس رئيس الجمهورية الإيطالية سيرجو ماتاريلا.
في الأول من كانون ثاني يناير ولمناسبة اليوم العالمي للسلام بعث رئيس الجمهورية الإيطالية سيرجو ماتاريلا رسالة إلى قداسة البابا فرنسيس بدأها بتوجيه الشكر للأب الأقدس على التحية التي وجهها إليه عقب تلاوة صلاة التبشير الملائكي، والتي جاءت عقب رسالة رئيس الجمهورية لمناسبة انتهاء عام ٢٠٢١ والتي حيا فيها ماتاريلا بدوره البابا فرنسيس. وفي رسالته إلى قداسة البابا في أول أيام العام الجديد توقف الرئيس الإيطالي عند رسالة الأب الأقدس لمناسبة اليوم العالمي الخامس والخمسين للسلام وموضوعها “الحوار بين الأجيال، التربية والعمل: أدوات لبناء سلام دائم”. وقال ماتاريلا إن هذا الموضوع يمثل بالنسبة للمؤسسات والحكومات وجميع من لديهم مسؤوليات اجتماعية دعوة صارمة وفي الوقت ذاته تحفيزا للتأمل في الأدوات الفعالة لمواجهة المشاكل التي تضرب عالما متعدد الأقطاب ومفككا، مثل التردي البيئي والأمراض وتفاقم الجوع وشح المياه واندلاع النزاعات.
تطرق الرئيس ماتاريلا في رسالته من جهة أخرى إلى جائحة كوفيد ١٩ والتي زادت تعقيدا، وحسب ما ذكر البابا فرنسيس، التحديات الاجتماعية الثلاثة الرئيسية في زمننا، تباعد المسافات بين الأشخاص، الأزمة التربوية الكبيرة، والمشاكل المتنامية في دنيا العمل. وتابع رئيس إيطاليا مؤكدا أنه يشارك البابا فرنسيس، وفي إطار مأساوي ترتفع فيه بشكل متواصل صرخات الفقراء وصرخات الأرض، القناعة بضرورة السير على درب السلام، والذي وصفه البابا القديس بولس السادس بالتنمية المتكاملة. درب يمر، حسب ما تابع ماتاريلا مستشهدا بكلمات البابا فرنسيس، عبر حوار خصب بين الأجيال وتحالف حقيقي بين المسنين حراس الذاكرة والشباب الذين يسيرون بالتاريخ إلى الأمام. ويعني هذا حسب ما واصل الرئيس الإيطالي الابتعاد عن اتباع المصالح الفورية والتي تساهم في تكوين ثقافة الإقصاء، والالتزام في المقابل بحوار منفتح وصادق يهدف إلى تحقيق مشاريع متقاسمة في مجالات مثل حالة الطوارئ المناخية. أكد ماتاريلا من جهة أخرى تقاسمه مع البابا فرنسيس الدعوة إلى تشجيع الجميع، وخاصة الشباب، الذين يعملون من أجل عالم يهتم بشكل أكبر بحماية البيئة، وأشار الرئيس في هذا السياق إلى كون تثمين دور الشباب أحد الأهداف الأساسية للسياسة الخارجية الإيطالية.
وفي إشارته إلى حديث البابا فرنسيس في رسالته لمناسبة اليوم العالمي للسلام عن التربية باعتبارها جانبا لا غنى عنه من أجل بناء السلام ومبدأ الحوار بين الأجيال، أعرب الرئيس الإيطالي عن الأسف أمام تراجع الموارد المخصصة لهذا القطاع الهام على الصعيد العالمي خلال العقود الأخيرة. وأكد مشاركته الأب الأقدس الرجاء في أن يُنظر إلى هذه الموارد باعتبارها استثمارا، وذلك لأن التعليم والنمو الشخصي هما نقطة الانطلاق لبناء المستقبل.
وأخيرا توقف رئيس الجمهورية الإيطالية في رسالته عند النقطة الثالثة في رسالة البابا فرنسيس لمناسبة اليوم العالمي الخامس والخمسين للسلام، العمل. وذكَّر سيرجو ماتاريلا بتشديد الأب الأقدس على كون العمل الطريق من أجل تحقيق الكرامة البشرية وقاعدة يؤسَّس عليها العدالة والتضامن داخل الجماعات. وأشار الرئيس إلى تسبب الجائحة في تفاقم الأوضاع السيئة لسوق العمل ما يجعل الأشخاص الذين يواجهون عدم استقرار في العمل أكثر ضعفا. ووجه ماتاريلا الشكر إلى البابا فرنسيس على إشارته إلى الدور الذي على السياسة أن تقوم به في هذا المجال، أي تعزيز وضمان توازن سليم في كل الأوضاع بين الحرية الاقتصادية والعدالة الاجتماعية.
وفي ختام رسالته إلى قداسة البابا فرنسيس لمناسبة اليوم العالمي للسلام في الأول من كانون الثاني يناير ٢٠٢٢ قال الرئيس الإيطالي سيرجو ماتاريلا إن كلمات البابا تُذكِّرنا، في هذه اللحظة التاريخية التي تواصل فيها البشرية التأثر بعاصفة حالة الطوارئ الصحية، بأن بإمكاننا معا جميعا وبشكل يومي أن نكون صانعي سلام. وختم معربا عن يقينه بأنه يعبِّر عن مشاعر الشعب الإيطالي بتمنياته القلبية والصادقة لقداسة البابا لمناسبة العام الجديد وفي مواصلة قداسته رسالته الرسولية.