نورسات الاردن
“فَيَكُونُ كَشَجَرَةٍ مَغْرُوسَةٍ عِنْدَ مَجَارِي الْمِيَاهِ، الَّتِي تُعْطِي ثَمَرَهَا فِي أَوَانِهِ، وَوَرَقُهَا لاَ يَذْبُلُ. وَكُلُّ مَا يَصْنَعُهُ يَنْجَحُ” (مزمور 1 3).
غالبًا ما يشبه المؤمن بالشجرة حيث الشجرة تشير إِلى الحياة المتجددة دومًا ولأنَّ الشجرة معطاءة ومثمرة هكذا المؤمن تكون حياته مثالًا للحب والعطاء، المؤمن شجرة ورقها أخضر دلالة على الإيمان ومن المعروف أنَّ اللون الأخضر هو اللون المريح أكثر للعين حين تنظر جمال الطبيعة من أعشاب خضراء وشجر تزهو أوراقه .
يتحدث هذا المزمور عن الرجل الخائف الرَّبّ والسالك في طرقه أنه شجرة مغروسة عند مجاري المياه وهذه المياه بحسب وعد الرَّبّ للمرأة السامرية، هي من نوع خاص كل من يشرب منها لا يعطش إِلى الأبد، وهذه المياه هي تدفق ينبوع الروح القدس الَّذي من أهم خصائصه الأزلية أنَّه معطي الحياة ولكنْ في العهد العهد الجديد هو يعط الحياة ويجددها إِلى التمام .
الروح القدس مرافق للمؤمن عبر التقديس فطعام المؤمن مقدس وماؤه مقدس وأعماله مقدسة وعطاؤه مقدس لأنه يطلب التقديس لكل شيء في حياته من روح الله القدوس .
في يوم الظهور الإِلهيّ نحن نطلب تجديد التقديس للمؤمنين حتى يكونوا في حالة تجديد الحياة والعهد بينهم وبين الله، في الظهور الإِلهيّ نطلب من روح الله القدوس أن يقدس ماء نقيًا نقدمه باسمه ليحلَّ فيه بتغطيس الصليب الكريم ذاكرين من نزل في نهر الأردن وقدس المياه .
نطلب التقديس للمؤمنين بشرب مياه الظهور الإِلهيّ وكأنَّهم شجرة عطشى لمراحم الرَّبّ القدوس لتزدهر حياتهم بفيض نور الروح القدس ورش هذا الماء عليهم وتكريس بيوتهم به .
ماء الظهور الإِلهيّ يكتسب قوة شافية ومنقية تقتل جراثيم الخطيئة وتفيض بغفران الرَّبّ، هذا الماء عطيَّة ثمينة يمنحها الرَّبّ للمؤمنين، فهو طارد لحشرات الشّر، وحين يطردها يتلألأ المؤمن بنور سماوي فائق الوصف ويتجلى ظاهرًا للعالم وقد نال التقديس، ليصبح كل مؤمن يحضر تقديس هذا الماء ويستخدمه شجرة دائمة الخضرة فيه البركة وملء التقديس .
يا ربّ، هوذا نحن ننتظر قدومك لنهر الأردن، نفوسنا تشتاق لرؤية الثالوث متجليا على الأردن
والسابق المجيد يرتعد بخوف من هذا المنظر البهي .
ننتظر قدومك لنهر حياتنا، لتزدهر بالخضرة والثمار الجيدة، ليكون كل مؤمن يزهو بنور الظهور الإِلهيّ، بركة أينما حل، فامنحنا نعمتك الشافية، وبارك لنا في هذا الظهور المجيد
ولا تنزع هذه البركة منا فنحن بالآثام حُبل بنا، ولتكون مياه الظهور الإِلهيّ سببَ نعمة وفيض أشفية وغفران، فمبارك الآتي باسم الرَّبّ مخلصنا. آمين.