نورسات الاردن
عمّان، الجمعة ٢١ كانون الثّاني ٢٠٢٢
احتَفَلَتِ الكنيسةُ الأرثوذكسيَّةُ الرّوميَّةُ يومَ الجمعة بعيدِ الظّهورِ الإلهيّ “الغطاس”. فأقيمَت بهذهِ المناسَبَةِ مراسِمُ الحجِّ السّنويّ لكافّةِ رعايا المملَكَةِ تّضَمَّنَ احتفالًا بالّليتورجيّا الإلهيّة في موقعِ معموديَّةِ السَّيِّد المسيح – المغطس.
ترأّسَ الخِدمةَ صاحبُ السّيادةِ المطران خريستوفوروس بمشاركَةِ الآباءِ الكهنَةِ والشّمامسةِ، بحضورِ دبلوماسيّينَ ووزراءَ وشخصيّاتٍ رسميّةٍ وعامَّةٍ وسطَ مشارَكَةٍ فعّالَةٍ للمجموعاتِ الكشفيَّةِ الأرثوذكسيَّة وأفراد الشبيبة وجمهورِ المؤمنينَ من مختَلَفِ رعايا المملَكة.
وألقى سيادَةُ المطران خريستوفوروس كلمةً روحيّةً ووطنيّةً للمُحتَفلينَ قال فيها : إنَّنا باحتفالِنا اليومَ بهذهِ المناسبَةِ المجيدةِ من هذا المكانِ المقدَّسِ تُلقى على عاتِقِنا مسؤوليَّةٌ روحيَّةٌ وطنيَّةٌ وتاريخيَّةٌ، فبولادةِ السَّيّدِ المسيح في بِلادِنا المُقدَّسَةِ ومعموديّتِهِ في نهرِ الأردنّ، يجعلُنا كمسيحيّينَ أردنيّين أمامّ مسؤوليَّةٍ كبيرةٍ تتمثَّلُ بتثبيتِ وجودِنا المسيحيّ والمحافَظَةِ عليهِ في بلادِنا المقدَّسَةِ التي أطلقَت للعالَمِ بِشارَةَ الخيرِ والسّلامِ. ونتشارَكُ في حملِ هذهِ الرّسالَةِ مَعَ أخوتِنا المسلمينَ لا سيَّما بدخولِ الدّولةِ مئويتِها الثّانية مُساهمينَ سَوِيَّةً في جعلِ أردنِّنا الحبيبِ أنموذجًا ومِثالًا يُحتَذى في العالَمِ أجمعِ في المحبَّةِ والأخوَّةِ والعيشِ المُشتَرَك.
كما يضرَعُ سيادتُهُ إلى الرَّبِّ الإله أن يمنَحَ صاحبَ الجلالةِ الهاشميّةِ الملك عبدالله الثّاني بن الحُسين كلَّ بَرَكَةٍ ونِعمَةٍ من لَدُنِهِ ومؤكدًا أنَّ الأردنّ كانَ وما يزالُ واحةَ أمنٍ واستقرارٍ وسلامٍ وملاذًا آمِنًا لجميعِ قاصِديه. مؤكِّدًا على أنَّ الدّورَ الهاشميَّ في الوصايَةِ على المُقَدَّساتِ الإسلاميّةِ والمسيحيّة يُساهِمُ في دعمِ وتثبيتِ الوجودِ المسيحيّ ويُساعدُ صاحبَ الغبطَة كيريوس كيريوس ثيوفيلوس الثّالثِ بطريركَ المدينةِ المُقدَّسةِ ورئيسَ مجلسِ رؤساءِ الكنائسِ في القدس أمامَ التّحدّياتِ الصّعبةِ التي تواجِهُها الكنيسةُ في القدس داعيًا لضَرورةِ الالتِفافِ حولَ غِبطَتِهِ ودعمِ مواقِفِهِ ما يُساهِمُ أيضًا في دعم المقدِسيّينَ في الحِفاظِ على وجودِهِم وممتلكاتِهِم وحَقِّهِمِ التّاريخيّ في المدينة.
كما تقدَّمَ بالشُّكرِ لسُمُوِّ الأميرِ غازي بن محمد كبيرِ مستشاري جلالةِ الملك للشّؤونِ الدّينيّةِ والثّقافيّةِ على جهودِهِ الكبيرةِ المبذولَةِ مَعَ هيئةِ موقِعِ المغطسِ التي يرأسُها، ولوزارةِ السّياحةِ والآثارِ وهيئةِ تنشيطِ السّياحةِ وجيشِنا العربيّ وأجهزَتِنا الأمنيَّةِ وكلِّ مَن ساهَمَ في إنجاحِ هذا الاحتفال.
وفي ختامها أقامَ سيادتُهُ خدمَةَ تقديسِ الماءِ مُبارِكًا الحاضرين، ثمّ غطّسَ الصّليبَ المقّدَّسَ في النّهر كالعادةِ لتقديسِهِ ومُطلِقًا الحمامَ الأبيضَ رمزَ الرّوحِ القدسِ الذي رفَّ فوق مياه نهر الأردن عندَ اعتمادِ السّيّد المسيح.